مرحباً بكم في مدينة قارة السورية الأربعاء   20/8/2025  الساعة  06:25 صباحاً Welcome to the Syrian city of Qarah
المنتدى
الصفحة الرئيسية للمنتدى  |  التسجيل في المنتدى  |  تعديل البيانات الشخصية  |  قواعد الكتابة في المنتدى  |  بحــث

منتدى الحوار  >>  منتدى الحوار العام  >>  هل الإعصار عقوبة من الله؟

الكاتب
الموضوع لكتابة موضوع جديد   
محمد حمود

مشرف
مشرف
هل الإعصار عقوبة من الله؟

شاهدنا جميعاً الدمار الذي حصل في منطقة نيو أورليانز في أمريكا مؤخراً والذي أدى إلى إزالة بيوت بأكملها ويتوقع أن يكون عدد ضحاياه بالآلاف...

يجري الحديث بين بعض الأمريكيين عن أن سبب هذه الكارثة هو غضب الله على المعاصي التي كانت تشتهر بها تلك المنطقة، حيث أن الكارثة حدثت قبيل أيام من بدء مهرجان سنوي للشذوذ الجنسي يحضره الآلاف سنوياً بتشجيع ودعم من المسؤولين و تمارس فيه الممارسات الفاضحة والمخلة بالآداب والتي يجري ارتكابها على الملأ ‏وامام المارة والمتفرجين، وفيما يلي موقع الإنترنت الخاص بذلك المهرجان والذي يسمى "مهرجان الانحلال الجنوبي":
http://www.southerndecadence.com/

كما أن نيو أورليانز مشهورة ايضاً بمهرجان سنوي يدعى "ماردي غرا بارتي" أو حفلة الثلاثاء ‏الكبيرة حيث ينتشر ألالآف من الرجال السكارى في الشوراع لمبادلة حلي بلاستيكية مع نساء سكارى ‏مقابل ان يكشفن عن صدورهن ومن بعد القيام بإفعال جنسية متنوعة وفيما يلي موقع يتحدث عن هذا المهرجان:
http://www.mardigrasneworleans.com/

أضف الى ذلك فإن في ولاية لويزيانا يوجد ‏فيها عشر عيادات إجهاض نصفها في نيو أورليانز حيث يُصرع اعداد غفيرة من الاطفال الابرياء، كما تعتبر مدينة نيو أورليانز عاصمة القتل في العالم, حيث ‏يصل معدل القتل فيها الى عشر اضعاف معدله على مستوى الامة الامريكية.


فهل كان الإعصار عقاباً من الله؟ أم مجرد ظاهرة طبيعية؟

.






تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 9-9-2005 الساعة 20:45 من قبل: محمد حمود  
9-9-2005    20:42
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابن البيادر

عضو مميز
عضو مميز


للتوضيح فقط: المشاكل التي عانت منها المدينة لا تعود إلى الإعصار فقط و إنما بسبب انهيار السد بعد مرور الإعصار. لذلك فهو "طوفان" بكل ما تعنية الكلمة من معنى و ليس "إعصاراً".



ليس عندي جواب, ولكن تعليقات تثير مزيداً من الأسئلة:

1- اليهود قالوا أنه عقوبة إلهية حتى يذوق الأمريكيين ما عانى منه اليهود عندما أجبروا, وبمباركة الرئيس بوش, على مغادرة غزة.

2- الزرقاوي وجماعته رأوا أنها تأييداً ربانياً لهم

3- البمين المسيحي رأى أنها بسبب انتشار عمليات االإجهاض

4- أغلبية الناس ترى أنها نتيجة الإهمال الحكومي

5- السود الأمريكييون برون أن الكارثة نتجت بسبب أهمال الحكومة "البيضاء" للسود الذيم يشكلون أعلب سكان المدينة
6- هناك آلاف العائلات المسلمة في المدينة تشردت كلها. أغلبهم من السود, ولكن هناك الكثير من العرب الذين يملكون محلات إلكترونيات و ملابس في وسط المدينة.

7- هناك عشرات المساجد في المدينة غرق أغلبها وتهدم بعضها وجرفته المياه.


أيهم على حق؟

3 أديان, و 3 تفسيرات مختلفة

أشياء أخرى:

1- الأمور التي ذكرها الأح محمد تحصل في المدينة منذ عشرات السنوات, و كانت في نهاية الستينات أفظع من الآن بكثير. لماذا الآن؟
2- أشهر منطقة بالفساد في أمريكا هي لاس فيغاس, لماذا بقيت سليمة؟
3- المدن الأوروبية أكثر تحللاً من المدن الأمريكية, لماذا أمريكا وليس هولندا؟

4- أسوأ إعصار في تاريخ أمريكا ضرب مدينة جالفستون قي تكساس قتل أغلب سكانها مع أنها مدينة مسيحية محافظة. , اشهر قصة عن ذلك الفيضان أنه سحب ملجأ للأيتام ومدرسة فيها 190 طفل إلى البحر! حصل هذا منذ زمن بعيد, عندما كانت أمريكا محافظة جداً.

5- المناطق التي ضربها الإعصار بشدة في ولايات مجاورة مثل المسيسيبي و الاباما وهذه المناطق ريفية و لايوجد فيها ما يذكر عن نيو أورلينز. فكيف يفسر ذلك؟


أخوكم
ابن البيادر




تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 10-9-2005 الساعة 04:01 من قبل: ابن البيادر
10-9-2005    02:15
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابن البيادر

عضو مميز
عضو مميز


من صحيفة الشرق الأوسط عدد اليوم السبت:

مقال زين العابدين الركابي عن الموضوع:


اضغط هنا


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 10-9-2005 الساعة 22:31 من قبل: محمد حمود
10-9-2005    04:06
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
jalal

سلام لاعضاء المنتدى
اسمحوا لي ان تكون مشاركتي الاولى في هذه الصفحة,وهذا رأي شخصي

في الموضوع المطروح:

ما أجمل أن نتكلم عن الظواهر الطبيعية ! !

وكأن الله عز وجل خلقنا لنتفرج على "الظواهر الطبيعية"

أليست هذه "الظواهر الطبيعية" هي من صنع الله؟

أخَلَقَها الله عبثاً ؟

وهو القائل:""لو أردنا أن نتخذ لهواً لاتخذناه من لدنّا إن كنا فاعلين""

الله خلقها وهو يسيرها حيث يشاء

يا ترى ماذا حصل مع قوم لوط؟

فلنقل "ظاهرة طبيعية" ربما زلزال ربما بركان ربما إعصار.......

أم ماذا حصل؟

ماذا حصل مع الأقوام التي ذكرها الله عز وجل وعاقبها في محكم كتابه؟

كيف كان شكل العقوبة؟

"ظاهرة طبيعية"!!!!

ألِأن الله علمنا ما هو الزلزال والبركان والإعصار نسينا أنه عقوبة إلهية

ورحنا نتفرج ونقول : ظاهرة طبيعية!!

والله إنها لعقوبة!!!وشديدة !!!

ليس _لنيو أورليانز_ وحدها

بل للبشرية جمعاء

قبل أن تهوي في الضلال والفساد الذي أصبح "ظاهرة طبيعية"!

يقولون إن العلماء درسوها ويعلمون أوقاتها وأماكنها و و و ......

ولكن هل علموا بالضبط أين ستضرب وما قوة ضربها؟ إذا" لتجنبوها؟؟؟


يا ترى: ما هو شكل" الظاهرة الطبيعية" التي ستحدث عندما تقوم الساعة؟؟؟؟


مع تحيات جلال
10-9-2005    16:05
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابن البيادر

عضو مميز
عضو مميز


الأخ جلال حفظه الله,

أرحب بك عضواَ جديداً و فعالاً. و حباً في الاستفادة منكم و من علمكم الشرعي فأني التمس توضيحاً لما كتبتموه علني استفيد و يستفيد الجميع.

وبهذه المناسبة أحب أن أشير إلى حوار سابق ذا صلة بالموضوع في الوصلة التالية حتى لا نكرر ما قيل في السابق:

اضغط هنــــــا

الفكرة التي طرحها الأخ محمد واضحة تماماً: هل هذا عقاب لمجموعة معينة أم أنه ظاهرة طبيعية؟

كلنا يؤمن بالآيات المذكورة, بالسبب والعلة والنتيجة.

الخلاف في فهمها

و أنتم فسرتموها على أن ما حصل هو عقاب للبشرية جميعاً, ماهو الدليل الشرعي على ذلك؟

هل تقصدون أنها "عبرة" للبشرية؟ أم أنها "عقاب" للبشرية؟

و إذا كان عقاباً كما ورد في الآيات الكريمة أعلاه, ماهو الفرق بين "العقاب" و "الابتلاء" في هذه الحالة خاصة أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه؟

بعبارة أخرى: هل المسلم الصالح الملتزم بالصلوات الخمس في أحد مساجد نيوأورلينز "عوقب" أم "ابتلي"؟

و الله من وراء القصد

ابن البيادر


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 10-9-2005 الساعة 22:32 من قبل: محمد حمود
10-9-2005    18:16
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
jalal

الاخ ابن البيادر :حياك الله

كلنا نعرف ان أمر المؤمن كله خير كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام,

"إن أصابته مصيبةٌ صبر وإن أصابه خيرٌ شكر"

باعتقادي ان المسلم الصالح الذي يعيش على سطح الارض الان

لا بد ان يكون مؤمناً بكثرة ذنوبه التي أتته من حيث يدري أو لا يدري

وكلٌ يبعث على نيته,

الأمر الذي استوقفني عند استفهام الأخ محمد حمود ومن بعده أنت:

هو :هل الظاهرة الطبيعية هي من أمر الله أم لا؟؟؟؟

مع تحيات جلال



تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 10-9-2005 الساعة 21:44 من قبل: jalal
10-9-2005    21:09
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابن البيادر

عضو مميز
عضو مميز


الأخ جلال حفظه الله,

جزاك الله خيراً على سرعة الرد و بانتظار إجابتكم على بقية الأسئلة بإذان الله.

للتوضيح فقط: لم يقصد أحد أن معنى "ظاهرة طبيعية" أنها ليست من عند الله. السؤال هو هل هذا عقاب إلهي لأهل المنطقة, أم أته كان سيحصل على كل الحالات بغض النظر عمن يسكن هذه المنطقة بسبب توافر العوامل المناخية و التقنية التي ستؤدي إلى كارثة من هذا النوع؟

ابن البيادر
10-9-2005    21:32
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
محمد حمود

مشرف
مشرف


جواباً على تساؤل الأخ جلال، فإنه كما ذكر الأخ ابن البيادر قبلي هو أنه ليس المقصود ب "الظاهرة الطبيعية" أنها ليست من عند الله، بل المقصود أنها ليست عقاباً من الله على ماذكر من أفعال لأهل تلك المنطقة في المشاركة الأولى.

ولقد قام ابن البيادر مشكوراً بإغناء هذا الموضوع بمنطقه المعهود وأثار تساؤلات مهمة..

وبالنسبة لي فإن طرح هذا الموضوع سببه مايتردد بين العامة في مثل هذه المناسبات من أقوال وتفسيرات وذلك لكي يتم مناقشة تلك الأقوال بطريقة علمية ومنطقية ومحاولة تبيان الحقيقة فيها.

أذكر في هذا الصدد أنه عندما كنت في الثانوية في قارة تساءل أحد الطلاب أمام أستاذ الديانة عن سبب قلة الأمطار لدينا وتوفرها في بلاد كافرة، فأجابه الأستاذ بأن هذا ابتلاء...
ولكن أحد خطباء الجمعة كان يقول أن سبب قلة الأمطار هو بسبب عدم إخراج زكاة الكرز...

ولذلك ربما نعيد صياغة السؤال على الشكل التالي:

هل الكوارث الطبيعية كلها عقاب أو ابتلاء من الله؟ أم بعضها فقط؟ وفي حال كان بعضها فقط فكيف نميز النوعين عن بعضهما؟
10-9-2005    22:52
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
jalal

حياكم الله

إذاً الجميع متفقون على أن "الظاهرة الطبيعية" هي من أمر الله

إذاً "إعصار كاترينا " هو من أمر الله

هل يخلق الله الاعصار ويقول له: اذهب حيث شئت ودمر ما شئت

واختر الوقت الذي يناسبك واعدم نفسك وقت شئت؟

أم أن الله جل وعلا يضع أمره في كل ما سبق؟

أليس من "الطبيعي" أن تحرق النار التي أُضرمت حول

سيدنا ابراهيم عليه السلام, أن تحرقه؟ "ظاهرة طبيعية"

إذاً الله تعالى يتدخل في كل شيء

هو الذي علمنا علوم المناخ وعلوم الطبيعة ومهما بلغنا من العلم

نظل عاجزين عن إدراك علمه جل وعلا

إذاً ضرب الاعصار ل نيوأورليانز لم يكن محض مصادفة

ولم يكن بسبب الظروف المناخية التي ندعي معرفتها

إنه من أمر الله

وهذا الأمر –برأيكم- هل كان سعيداً لأهل المنطقة؟لأمريكا؟للعالم

بأسره؟

طبعاً لا

إذاً هو عقوبة

ونحن ليس على رأسنا خيمة –كما يقولون-


فإن زاد فسقنا وفجورنا وطغياننا

فليس صعباً على الله عز و جل أن يغير الظروف المناخية

و يأتينا بإعصار أعنف وأشد

*ألطف بنا يا الله*

مع تحيات جلال


10-9-2005    23:04
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابن البيادر

عضو مميز
عضو مميز


الأخ جلال حفظه الله،

أعجبني أسلوبك في البداية عندما كنت "أصولياً" برجوعك إلى الأصل و اعتماد الآيات القرآنية. وكنت أتمنى لو استمريت على نفس المنوال باستخدامك للآيات و الأحاديث و التركيز على شروحها كما ورد في في الكتب المعتمدة عند أهل السنة و الجماعة. و كم كنت أتمنى لو التزمت بالإجابة على الأسئلة السابقة لأنها تركز على صلب الموضوع. بالإضافة إلى سؤال الأخ محمد حمود بصيغته الجديدة.

لذلك ارجو منك الإجابة على السؤال التالي فقط, بدون التركيز على أي موضوع آخر علنا نستفيد جميعاً:

بناء على ماذكرته في تعليقك الأخير, ما هو الفرق بين "العقاب" و "الابتلاء"؟

أخوك
ابن البيادر






تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 11-9-2005 الساعة 01:15 من قبل: ابن البيادر
11-9-2005    01:13
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
بدر الليل

عضو مميز
عضو مميز


السلام عليكم:

لن أدخل في"الحوار" الدائر بين الأخوين ابن البيادر وجلال..ولكن سأشارك ببعض

المداخلات التي قد يكون لها علاقة بالموضوع المطروح :

سمعت عن أحد الخطباء في قارة تفسيراً للآية الكريمة :*ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون*..(سورة الروم)

بما معناه أن فساد البر والبحر هو خروج بعض المظاهر الطبيعية عن حدودها

المألوفة بسبب ارتكاب الناس للمعاصي تأديباً لهم

فتتحول مثلاً أمواج تسونامي اللطيفة إلى مد هائل يجرف شواطئ دنسها

شواَّذ الآفاق الذين يبحثون عن أطفال نظيفين من الإيدز

ويتحول إعصار "كاترينا " الذي انتقي له هذا الاسم لأنهم توقعوه "لطيفاً"

إلى طوفان جارف يجبرهم على القول بأنه " غضب الطبيعة "

و إلى اللقاء
11-9-2005    03:12
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابن البيادر

عضو مميز
عضو مميز


ليلنا نوّر ب"بدر" دائم, حياك وبياك و جعل الجنة مثواك

أنا ليس عندي شك على الإطلاق في الآيات ومعانيها, ولكن الوضوح في هذه الأمور مهم جداً:

1- هل حصل تسانومي في منطقة لا يوجد فيها عادة؟
2- هل حصل إعصار كاترينا في مكان لا يحصل فيه عادة؟
3- كم مرة في التاريخ انفلق البحر الأحمر ليبلع الطغاة والمجرمين؟
4- كم مرة حصلت "ريح صرصر عاتية" في نفس المكان الذي عاقب الله فيه قوم عاد؟
5- و كم مرة انقلبت الأرض في المنطقة التي كان فيها قوم لوط
الخ القصص.........

البحر الكاريبي, والذي يعتبر خليج المكسيك جزءاً منه, أصله من كلمة "كُرب" العربية, مثل الكرب اللي جنب المستشفى في قارة. و اسمه العربي الآن "بحر الدوامات" لأن هذه الأعاصير التي تلف و تدور حول نفسها موجودة في المنطقة من آلاف السنين.

أما بالنسبة لتسمية الأعاصير فلا علاقة لها بالمعنى, كل ما هنالك أنهم يستخدمون أسماء أشخاص, غالباً أسماء نساء. و إن كان للاسم معنى فإن المعنى هو العكس تماماً: ففي العام الماضي كان إعصار "إيفان" و هو اسم أشرس و اجرم قيصر مر على تاريخ روسيا وقام بقتل الآلاف و إعدام القساوسة والرهبان. و لعل من أشرس و أجرم النساء في التاريخ الملكة كاترين (و اسم الدلع منه كاترينا), التي حكمت روسيا بالحديد و النار و قتلت الآلاف و شردت الملايين.


أخوك
ابن البيادر

11-9-2005    05:06
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
محمد ربيع الشيخ

مشرف
مشرف
كلهم مجتمعين

هل الإعصار ظاهرة طبيعية؟
---------------------------

لا شك في أن الإعصار نوع من أنواع الرياح والريح ظاهرة طبيعية خلقها الله مع من خلق في هذا الكون الواسع والدليل قوله تعالى: (( والله الذي أرسل الرياح )) فاطر 9 ، والآية الجامعة رقم 164 من سورة البقرة (( إن في خلق السموات والأرض و ...... وتصريف الرياح ....لآيات لقوم يعقلون))



هل الإعصار ابتلاء:
------------------

الابتلاء يكون من الله للمسلمين وهما في حالتنا نوعان:
1- إما مسلم تأثر بالإعصار وهو لهم ابتلاء كبير إما بموت أو إصابة مادية ومعنوية أو تشرد ، و فيهم قول الله تعالى: ((كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالخير والشر فتنة وإلينا ترجعون))
وموت المسلم المؤمن في هكذا حال لا يعدو كونه وفاة مثلها مثل أي وفاة - فبعدها الجنة إن شاء الله - أو كأي إصابة يتعرض لها آلاف المسلمين في كل مكان وفي كل لحظة وكثير جداً من المسلمين يموتون غرقاً وحرقاً وبحوادث أشد من الإعصار لكنها تكون متفرقة وليس من أحد معصوماً.

2- أو مسلم كأمثالنا يتفرج وهو إما يعتبر ويحمد الله على العافية أو يشمت أو ينام قرير العين آمناً مكر الله وإما وإما ..... وهنا ليس أمامنا سوى أن نعتبر مما جاء في حديث رسول الله الصحيح: " الريح من روح الله، تأتي بالرحمة، و تأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا تسبوها، و اسألوا الله خيرها، و استعيذوا بالله من شرها "




هل الإعصار عقوبة؟
------------------

جاء في الحديث الصحيح أن رجلا لعن الريح عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : لا تلعنوا الريح ؛ فإنها مأمورة
وقال صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا : اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به".

وعندما تجتمع الريح مع الطوفان يأتي كلام الله للذين عندما يقفوا على اليابسة يأمنوا مكر الله في البحر، قال تعالى : ( أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفاً من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعاً) /الإسراء:69/


لا شك في دين الله وبكل الشرائع المتعاقبة أن العقوبة واجبة على الكافرين، أنا كانوا وبأي زمان، ومن عدل الإله أن العقوبة تكون بعد التحذير والوعيد والرسالة، فإن كان النكران فقد استحقت العقوبة بالدنيا أو الآخرة

والعقوبة بيد الله وحده، ويعلم وحده لمن يعطيها وكيف يعطيها ومتى يعطيها، ولكل إنسان وقت معلوم عند الله، فوقت قوم عاد غير وقت قوم لوط، وعقوبة فرعون غير عقوبة أبوجهل، وبالتالي فوقت قوم لاس فيغاس غير قوم هولندا (في حال قلنا أنهم يستحقون العقاب الإلهي الذي لا يثبته إلا الله))

وقد كان عقاب قوم عاد بما يشبه الإعصار - الذي يبلغ عمره حوالي عشرة أيام - قال تعالى (( وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية * سخرها عليهم سبعة ليال وثمانية أيام حسوماً فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية )) (الحاقة 6-7)
وهم كانوا يعلمون قوة الريح فقد كانوا لا يبالون بأي عذاب ينتظرهم، لانهم ظنوا أنهم أقوى وأعتى وقالوا (((((( من أشد منا قوة )))))) /فصلت:15/
فجاءهم عذابهم كما تأتي "المصائب" اليوم للذين يقولون من أشد منا قوة: في البداية نقول بأنا جاهزون لأي شيء وأن سدودنا أقوى وأعتى من ضربات "الطبيعة" وعندما يأتي قضاء الله نصبح كهشيم المحتضر قال تعالى :
(( فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم * تدمر كل شيء بأمر ربها )) الأحقاف /23-24/
فما من شك لدي أن ما جرى في الإعصار عقاب للولايات التي تقول ((من أشد منا قوة))


أخيراً....
برأيي الشخصي أن كل هذا الكلام لا طائل منه ، لان الأصل بكل الأشياء علاقة الإنسان بربه فرداً، فإن صلحت فلا عليه مات كيفما مات، وأينما مات، لأن رحمة الله واصلة له ولا يضره أن تكلم الناس عليه بعد وفاته أنه مات مع المغضوب عليهم والضالين، وإن كانت علاقته بربه فاسدة فحتى لو كان يصلي خلف النبي ما فاده ذلك في شيء -كما المنافقين-.


فالسؤال الأكبر هل الموت (لأي إنسان كافراً كان أو مؤمناً) ظاهرة طبيعية أم ابتلاء أم عقوبة؟






تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 11-9-2005 الساعة 13:06 من قبل: محمد ربيع الشيخ
11-9-2005    12:43
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابن البيادر

عضو مميز
عضو مميز


مساهمة رائعة "اصولية" و " منطقية" معروضة بطريقة "واضحة"

من "محمد" و "ربيع" و "شيخ".... كلها أسماء و صفات جميلة.

ابن البيادر
11-9-2005    15:39
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
jalal

حياكم الله

لا فضّ فوك

لقد أصبت عين الحقيقة

بإيجازٍ رائع مع الأدلة الواضحة

فيا سيدي محمد ربيع الشيخ

جزاك الله كل خير وسدد خطاك وأيدك بنصره دائماً

مع تحيات جلال
11-9-2005    18:57
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
المعقب

السلام عليكم ورحمة الله

ألا ترون إخوتي أنكم أطنبتم وأسرفتم و أطلتم في الموضوع أكثر من اللازم
وأن القول بأن الإعصار كان عقوبةً أم لا إنما هو الحكم على أمرٍ غيبيٍ لا يملك أحدٌ من البشر الفصل به

ألا ترون معي أيضاً أنه من الأولى بالمسلمين اليوم أن يلتفتوا إلى واقعهم المرير وينظروا في أسبابه
أليس ما وصلنا إليه هو بسبب بعدنا عن الله وبسبب تركنا لمهمتنا في تبليغ دعوة الله

ألا ترون أن ما يحدث من تجاوزات و تعديات على شرع الله ثم السكوت عنها في معظم الدول العربية و الإسلامية إنما هو من الأمور التي لا يرضى عنها الله
وإن استمرار التهاون يوجب عقوبة الله

ألا ترون أن وجود القوات الأمريكية في كثيرٍ من الدول العربية و الإسلامية عقوبةٌ من الله لنا
وأن الذل الذي يعيشه المسلمون اليوم عقوبةٌ من الله بسبب تركهم لأمر الله في الجهاد

فلنتق الله إخوتي وندعوه أن يصلح أحوالنا وأن يعيننا على امتثال أوامره واجتناب نواهيه
ولنترك الجدل في أمورٍ غيبيةٍ لسنا معنيين في الحكم عليها

أختم بالسؤال التالي : هل سمع أحدٌ أو قرأ عن أحد أئمة أو علماء المسلمين المعروفين أنه خاض في هذا الجدل أو أفتى فيه ؟
فإذا كانت الإجابة نعم … فلنأخذ بما قال وننهي الجدل
وإذا كانت الإجابة لا … فلنخجل نحن عامة المسلمين من الخوض في مثل هذا الجدل الذي ابتعد عنه العلماء العاملون .
11-9-2005    21:50
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابن البيادر

عضو مميز
عضو مميز
كفانا مبالغات

الأخ المشرف (أرجو حذف مشاركتي بعد يومين من الآن بعد ان يتمكن المشاركون في هذا الموضوع من قراءتها واعتذر لكم سلفاً عن هذا الرد, ولكن للضرورة أحكام)

الأخ المعقب،
سررنا بمشاركتك التي أحستنا بأنا نعرفكم منذ زمن بعيد. فمشاركتك رفعت الكلفة بيننا لذلك ساتكلم بصراحة.

كفانا مبالغات, من يسمعك يظن أنك تتكلم من العراق أو الشيبشان
أنا و الأخوة المشاركين قرأنا التاريخ وقرأنا سير العلماء, فلم نجد أحدا ينصح الناس بهذا الشكل الهجومي الذي يكيل الاتهامات يميناً ويساراً. اتق الله في أخوتك لقد آذيتنا من حيث لا تدري, ولم تكن ناصحاً لأن للنصح طريقته وقواعده فصلها علماء المسلمين, و لأنك لم تفهم سبب الحوار, والذي سميته "جدالاُ" بهتاناً وزورا.

ألم تقرأ آيات الله و أحاديث نبيه أعلاه, كيف تريد منا أن نخجل من ذلك؟

في أي آية أو حديث أو قاعدة فقهية أو أي أثر اسلامي يحق لك أن تسفه آراء الآخرين؟

الحوار بدأ لسبب بسيط لا علاقة له بموضوع الإعصار: هناك طريقة تفكير معينة يجب تجنبها وكل هدف الحوار هو أن نتعلم كلنا معاً كيف نفكر بطريقة منطقية وسليمة وفقاً لكتاب الله وسنته، و بنفس طريقة سيدنا ابراهيم عليه السلام مع الكواكب. بدأ الحوار بكل أدب و احترام, وانتهى بكل أدب و احترام، أليس هذا من الأخلاق الإسلامية التي يجب زرعها و نشرها قبل أن نفكر حتى في الجهاد؟

كان الحوار جدياً، وتفاعل معه الأخوة، و استخدموا أسلوب العلماء المسلمين للوصول إلى نتيجة مقنعة و كلهم مجتمعون على حبهم لبعضهم و حب الله ورسوله، فما العيب في ذلك؟ كلهم وقف عند الدليل ووقف عند المنطق، فما العيب في ذلك؟ لم يكن أحداً حكماً على الآخر, و لم نفكر بعقلية فوقية تجعل منا "معقبين" بدلاً من أخوة متحابين يحترم كل منا رأي الآخر.

لقد تعبنا من المبالغات، تعبنا من العموميات، وتعبنا من تنصيب بعض الناس لأنفسهم مشايخ و "معقبين" و حكام (من الحكم على الناس) لديهم القدرة الرهيبة على معرفة الحق من الباطل بشكل لا يمكن للآخرين أن يفعلوه. تعبنا من قيام البعض بتصنيف الناس قبل أن يعرفوهم أو حتى يروهم. تعبنا من الذين لايرون الدنيا إلى إلا من خلال الرصاص و النار.

تعالوا معاً نحاور و نناقش من غير كتم للأفواه و تعريض بالآخرين. دعونا نبدأ التغيير من حبات التراب وقطرات الماء و نصنع منها لبنة, ثم لبنة أخرى و هكذا حتى نبني القصر الذي نريد. في حوارنا أعلاه كنا نجمع حبات التراب و قطرات الماء, كنا نحاول البناء، البناء فقط...على بيادر الإنترنت الواسعة التي فيها متسع لكل الناس و آراءهم.

أخوك "المعقَب عليه"
ابن البيادر




تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 12-9-2005 الساعة 05:40 من قبل: ابن البيادر
12-9-2005    05:37
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
محمد حمود

مشرف
مشرف


أيها المعقب، إن نقاشنا السابق لم يكن جدلاً بل كان تبادلاً للأفكار في محاولة للتعلم والبحث عن الحقيقة، ولقد استفدت أنا شخصياً من ذلك النقاش الجميل الذي دار بيننا وأظن أن بقية المتحاورين والزوار قد استفادوا أيضاً، وإنني أرفض فكرة عدم النقاش والتعمق في الدين، فلقد خلق الله لنا عيوناً لنرى بها وآذاناً لنسمع بها وعقولاً لنفكر بها، قال تعالى:

{ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يعقلون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون}

12-9-2005    08:13
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
المعقب

السلام عليكم ورحمة الله

إلى الأخ محمد :
ماذا استفدت من الحوار ؟ وهل وصلت لإجابةٍ شافيةٍ لسؤالك ؟
وهل وهبنا الله العقل لنؤول به ما يأتي عن الله عز وجل ( الزلزال هنا ابتلاء , و الإعصار هناك عقوبة , و…) ؟
وبالله عليك هل فيما ذكرتُه أي تغييب للعقل ؟
وهل وجدتَ أني لم أتفكر بعقلي وبالتالي فأنا من الغافلين الذين سيسوقهم الله عز وجل إلى جهنم ؟
سامحك الله

إلى الأخ ابن البيادر:
أشكرك على رحابة صدرك وإن كنتُ آذيتك فسامحني
أي مبالغاتٍ وجدتها في كلامي ؟
وما هي برأيك العموميات وما هي الخصوصيات ؟
أنت دعوت إلى الإصلاح فهل وجدت في كلامي دعوةً إلى التخريب ؟
من قال لك أن تخجل من تلاوة الآيات القرآنية والاستشهاد بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ألا ترى معي أن الرأي في الأمر شيء وأن الحكم عليه شيء آخر ؟
ألم تجد في المشاركات السابقة للأخوة من قال بأن (الإعصار عقوبة بل و شديدة ) من أطلعه على ذلك ؟

وأخيراً أبارك لكم اجتماعكم على حب الله ورسوله وإن كنت أظن أن ما ذكرتُه لا يخرج عن إطار حب الله ورسوله والغيرة على المؤمنين



تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 12-9-2005 الساعة 13:55 من قبل: المعقب
12-9-2005    13:52
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
محمد حبيب

عضو مميز
عضو مميز



أنا أرى بأن الحوار هنا جيد ومفيد، وخاصة في بدايته ، ولم أرى جدلاً إلا في نهاية الحوار. ومع احترامي للمعقب. - أقول احترامي وليس شيء آخر. - مشاركاته الأخيرة تعني جدل وهو طلب عدم الجدل.

إنني استفدت كثيراً من هذا النقاش . ووجهة نظري بأن ما يحدث من أعاصيـر وغيرها إنما هـي عقوبة .

والله أعلم.

----------------------------------
لا يصح في النهاية إلا الصحيح
12-9-2005    13:52
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابن البيادر

عضو مميز
عضو مميز


الأخ "المعقب" حماه الله من العقاب و اعقبه ذرية صالحة:

الآن دخلنا في "الجدل" والتعصب "للرأي"، و الأولى بكم طرح البديل، لذلك ننتظر منكم مشاركاتكم القيمة في هذا الموقع بحيث تكون "المبتدئ" بدلاً من "المعقب". و أنا متأكد أن الأخوة سيستفيدون منكم و من علمكم و من طريقة تفكيركم. لنكن إيجابيين فنكون "القائم بالفعل" بدلاً من "ردة الفعل". آمل أن يكون هذا بداية للاتفاق في الراي بيننا.

إجابة على سؤالك, أنت الذي قلت أعلاه "فلنخجل نحن عامة المسلمين من الخوض في مثل هذا الجدل"

أخوك
ابن البيادر

12-9-2005    14:05
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
أبو مها

عضو مميز
عضو مميز


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اخوتي الأعزاء بارك الله بكم وبعلمكم وشكر الله لكم نقاشكم لهذا الموضوع المهم واسمحو لي يا اخوتي الاعزاء أن أنقل لكم هذه الرسالة التي وصلتني عن طريق البريد الالكتروني علها تفي ببعض تساؤلاتنا حول هذا الموضوع وأرجو منكم المعذرة لطولها ولكن ما باليد حيلة فقد كان النقاش طويلا
عنوان هذه الرسالة
إن ربـك لبالمرصاد.. رؤية في مصاب أمريكا
فضيلة الشيخ ناصرالعمر 30/7/1426
الحمد لله رب العالمين, معز المؤمنين, وقاهر الظلمة والمتجبرين والمتكبرين، سبحانه فعّال لما يريد (أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى* وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى*وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى*وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى*فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى) [ النجم: 50-54]
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،، أما بعد:
فقد اتصل بي أحد الأخوة في ساعة فتوى وسألني قائلاً:
هل يجوز أن نفرح بما أصاب أمريكا من هذه الاعصارات وما تبعها من هلاك ودمار في بعض ولاياتها ؟
قلت له: ولم السؤال ؟
قال: هناك من يقول أنه لا يجوز لنا أن نفرح, بل علينا أن نحزن ونأسى لما أصابهم, مشاركة في هذا الوجدان والشعور الإنساني, امتثالاً لقوله تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) [الإسراء:70].
قلت له: يا أخي الكريم, إن هذا الاستدلال غير صحيح, وهذا وضع للآيات في غير موضعها .
فما علاقة تكريم الإنسان بترك الفرح والسرور على مصاب الكافرين الظالمين المعتدين؟
بل إننا والله نفرح ونسر بما أصاب هؤلاء الظلمة المتجبرين المتكبرين.
إن أمريكا هي قائدة الظلم والطغيان والجبروت في هذا العصر, استخدمت أموالها التي مكنها الله جلّ وعلا منها في ظلم البشرية في مشارق الأرض ومغاربها, وتاريخ أمريكا تاريخ أسود على كل المستويات ، وفي شتى أنحاء العالم وخصوصاً فيما يتعلق بالأمة الإسلامية، فأمريكا أمة كافرة باغية محادة لله ولرسوله – صلى الله عليه وسلم – ومحاربة للمسلمين، دنَّست كتاب الله وأهانته، قريبة من كل شرّ بعيدة عن كل خير، حامية الإرهاب في العالم. .
من الذي يدعم إسرائيل ؟
من الذي يحمي اليهود بلا حدود ؟
من الذي أباد أفغانستان ؟
من الذي دمر العراق ؟
من الذي يأخذ خيرات المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ليعيدها لهم صورايخ وقنابل ورؤوساً نووية ؟
أعظم السجون, وأشدها ظلماً وفتكاً هي التي تشرف عليها أمريكا وعملائها , سجون جوانتانامو وأمثالها، ، وسجل جرائمها العالمية يصعب حصره لا ينافسها في ذلك أحد، حالها حال من قال الله تعالى فيه: ( وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ) [البقرة:205] ..
أمريكا بسبب قوتها المادية تمد ذراعها كما يحلو لها, لا تأبه بأحد (كَلَّا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَيَطْغَى*أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى*إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى) [العلق:5 – 8] وهي بسبب هذا وغيره أصبحت فتنة لكثير من المسلمين.
استمعت إلى حوار في قناة فضائية قبل أيام, لرجل كان عميدا لكلية الشريعة في إحدى البلاد العربية , فإذا هو يمجد أمريكا, ويمنحها شرعية التدخل في كل مكان من العالم بحجة إنقاذ المستضعفين, لأنها – حسب قوله – أكبر قوة في الأرض ، وذكر كلاماً يسوء كل مسلم أن يسمعه من أي إنسان فضلاً عن رجل متخصص في الشريعة ، بل عميدا لكليتها !
إن قوة أمريكا فتنة وإضلال وضلال وطغيان وجبروت.. فلماذا لا نفرح إذا أصيبت؟
لقد قال الله سبحانه مخبراً عن موسى عليه السلام: (وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ) [يونس:88], فقال الله جلّ وعلا: قد أجيبت دعوتكما؛ لأن موسى كان يدعو وهارون كان يؤمن, فأجاب الله دعوتهما, ولو لم تكن دعوة شرعية, عادلة, لما أجاب الله دعاءهما... حاشاهما أن يدعوا بغير أمر مشروع ..وإذا كان مشروعاً فلم لا نفرح به؟ ألم يشرع لنا صيام ذلك اليوم الذي استجيبت فيه الدعوة شكراً لله؟

----------------------------------
***سبحانك ربي *** كلما أوتيت علما*** زادني علما بجهلي***
12-9-2005    18:35
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
أبو مها

عضو مميز
عضو مميز


تتمة الرسالة السابقة
ولماذا لا نفرح وقد دعا محمد صلى الله عليه وسلم على مضر, وقال: ( اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف) رواه البخاري وغيره ؟
ألا يحق لنا أن نفرح باستجابة الله لدعاء المستضعفين المظلومين في المشارق والمغارب؟!
لماذا لا نفرح وما أصابهم عقاب من الله على جرمهم ( وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)[الرعد: من الآية31] ؟
لماذا لا نفرح ونوح عليه السلام يقول لربه: (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً) [نوح:26-27] فاستجاب الله دعاءه (وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[هود: من الآية44] ؟
إن ما أصاب أمريكا هو قدر كوني وعقوبة من الله جلّ وعلاّ؛ لطغيانها, وعصيانها, وجبروتها, وظلمها, وبعدها عن الله جلّ وعزَّ..
والعجيب أن بعض اليهود وبعض الإنجيليين الجدد يقولون إن ما حدث لأمريكا عقوبة من الله جلّ وعلا, فهم يعتبرونها نذارة لأمريكا, بينما نجد في المسلمين من يقول أن علينا أن نحزن لما أصابها !
إن هذا القول ضلال مبين وجهل بالنصوص الشرعية وبعد عن شرع رب العالمين، فالله لا يظلم (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً), والمجرم لا يترك (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).
لماذا لا نفرح والله يقول لرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً) [الأحزاب:9] ؟
لقد كانت منة عظيمة من الله جلّ وعلا على عباده ، ومدعاة لفرحهم وسرورهم وذلك حين جاءت الريح العظيمة وشتت الأحزاب في غزوة الخندق ، ولذا يذكر الله بها عباده المؤمنين فيقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ )[الأحزاب: من الآية9] .
إننا عندما نرى هذه الرياح العاصفة تدمر أمريكا أو بعض ولاياتها نعلم أنها نعمة من الله جلّ وعلا تستوجب الحمد والشكر والفرح (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ*بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الروم:4،5] , فالأحزاب قد تحزبوا اليوم على المسلمين بقيادة أمريكا, كما تحزب المشركون بقيادة قريش, فأرسل الله عليهم هذه الريح والجنود, تذكر الغافلين بقدرته سبحانه، إنها نعمة عظيمة وقدر من الله جلّ وعلا نفرح به ونسر، وتلك سنة الله في أمثالها بل وفيمن كان دونها في البغي والظلم.
ولنتأمل أيضاً قصة قارون وما حدث له, يقول الله جلّ وعلا: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِين َ* وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [القصص:81-83], فإذا كان قارون خُسف به وبداره الأرض بسبب بغيه, (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ) فخسف الله به, مع أنه لم يبلغ من البغي والفساد ما بلغته أمريكا بطغيانها, وجبروتها, وخبثها وفسادها.



----------------------------------
***سبحانك ربي *** كلما أوتيت علما*** زادني علما بجهلي***
12-9-2005    18:43
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
أبو مها

عضو مميز
عضو مميز


وقد يقول قائل: أليس فيهم بعض المسلمين، ألا نحزن لمصابهم؟
فأقول له يا أخي الكريم, ثبت في الحديث الصحيح من حديث زينب رضي الله تعالى عنها عندما قالت للنبي صلى الله عليه وسلم (أنهلك وفينا الصالحون ؟), أنه قال: (نعم, إذا كثر الخبث), و معنى ذلك أن الصالحين قد يهلكون في بلاد المسلمين إذا كثر الخبث فكيف ببلاد الكافرين؟
أما المسلمون فمن كان منهم صادقاً فإنه يبعث على نيته كما ورد في الحديث الصحيح في من يخسف بهم فإنهم يبعثون على نياتهم, فلا تعارض أبداً بين تدمير الكفار, ونزول العقوبات, وإصابة بعض المسلمين .
أليس في بعض بلاد المسلمين, يقع الطاعون, وهو وباء مهلك, ومع ذلك فهو شهادة ورفعة لمن أصيب بذلك كما ثبت في الحديث الصحيح ؟
وقد يجتمع في النازلة الواحدة أمران، فرح وحزن، فنفرح لهلاك الكافرين، ونحزن لمصاب المسلمين إن أصيب منهم أحد ،
ونعلم أن المسلمين ومن يقع عليهم مثل هذا البلاء بغير جرم فهو لهم من الابتلاء والتمحيص والتكفير, ورفعة الدرجات, وقد يكون شهادة للبعض, كمن مات غريقاً أو في حريق فله أجر الشهداء كما ورد في الأحاديث الصحيحة.
وقد يقول قائل آخر: ماذا نقول في قوله تعالى: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) [آل عمران:128]؟ والعلماء قد ذكروا أجوبة كثيرة يرجع إليها في مظانها من كتب التفسير, ومن أقواها في ذلك أنه دعا على أناس معينين قد علم الله أنهم سيسلمون وقد أسلموا بعد ذلك.
وقد يقول قائل إن أبا الدرداء – رضي الله عنه – بكى لما فتحت قبرص وفرق بين أهلها وأخذوا أسرى؟
فالجواب عن ذلك مذكور في أصل الخبر والرواية: حيث ذكر بعض أهل العلم كأبي نعيم في الحلية بسند صحيح عن جبير بن نفير قال لما فتحت قبرص فرق بين أهلها بكى بعضهم إلى بعض ورأيت أبا الدرداء جالساً وحده يبكي فقلت يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله قال ويحك يا جبير ما أهون الخلق على الله، إذا هم تركوا أمره، بينا هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى.
فبكاء أبي الدرداء – رضي الله عنه – ليس حزناً عليهم ولا أسفاً، ولكنه من قوة إيمانه وتدبره وتعظيمه لله سبحانه وخوفه من عقابه، لأن كثيراً من الناس ينطبق عليهم قوله تعالى (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ)[الأنعام: من الآية91]
وخلاصة القول:
يحق لنا أن نفرح بما أصاب أمريكا، وأن نسرّ بذلك، لأن هذا منطق القرآن ومنهج الأنبياء، والمطرد مع الفطرة والعقول الصحيحة، إن ما حدث مطرد مع السنن الإلهية، والنواميس الكونية. (جَزَاءً وِفَاقاً) [النبأ:26]، (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)[الكهف: من الآية49] (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ* إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ*الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ*وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ*وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ*الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ* فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) [الفجر:6- 14]
فلا نامت أعين الجبناء والمهزومين ومرضى القلوب، الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون.
(قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) [التوبة:52]
(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)[الشعراء: من الآية227]
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اعتذر لأنني اخذت من وقتكم الكثير



----------------------------------
***سبحانك ربي *** كلما أوتيت علما*** زادني علما بجهلي***
12-9-2005    18:47
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابن البيادر

عضو مميز
عضو مميز


....


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 12-9-2005 الساعة 21:46 من قبل: ابن البيادر
12-9-2005    21:11
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
جميع الأوقات بتوقيت قارة | الوقت الآن:   الأربعاء   20/8/2025   06:25 لكتابة موضوع جديد   

منتدى الحوار  >>  منتدى الحوار العام





حقوق النسخ محفوظة لموقع قارة دوت كوم
أفضل مشاهدة للموقع باستخدام متصفح إنترنت إكسبلورر 5.5 وما بعده ودقة شاشة 800 * 600 بيكسل