حمود
عضو مميز
|
شعب الله المعصوم...
عطفاً على ما ورد في مشاركتي تحت موضوع "التحدي الكبير"
هنا
أود أن نتوسع جميعاً في هذا الباب في موضوع الاعتراف بالخطأ.
فإذا سألت أحداً أياً يكن (مثقفاً أم لا) عن هذه الخصلة، سمعت كلاماً كثيراً يحض عليها ويزكي من يقوم بها. لكن أرض الواقع والممارسة شيء آخر.
بعد نظري في الكثير من مشاكل مجتمعنا وأمراضه، منها ما واجهته شخصياً ومنها ما رأيته وسمعت عنه، وصلت إلى قناعة راسخة أننا شعب لا يخطئ.
نعم إخوتي لا تصدموا... لسنا ملائكة ولا معصومين لكننا لا نخطئ مهما كانت الظروف والأحوال.
للتوضيح أكثر أقول نحن شعب لا يحب أن يكون مخطئاً ويكره كره الموت أن يقول أنا أخطأت.
نسينا كوننا بشر وكون كل أبناء آدم خطاؤون (صيغة مبالغة أي كثيرو الخطأ) وأصبحنا في مجتمع مستعد لتبرير أي شيء مقابل أن يعترف بالخطأ.
ولتحقيق هذا الهدف السامي في كوننا غير مخطئين، اخترعنا ولا نزال نخترع أعذاراً وأساليب تبريرية ما أنزل الله بها من سلطان. و على عكس ما يبدو للوهلة الأولى هذه الأعذار المتنوعة تعتمد أسساً منهجية هذه بعضها:
- الظروف المحيطة بالخطأ التي تجعله مبرراً
- النظرة إلى الخطأ على أنه أفضل الموجود وبالتالي هو خير
- مهاجمة من يثير الموضوع واتهامه بأنه ليس أفضل منا بل لو كان مكاننا لفعل نفس الشيء
- وصف من يقومون بالصواب بأنهم يخطؤون في أمور أخرى. (نقول: هل تريدني أن أفعل مثل فلان الذي يفعل الصواب ولكنه كذا وكذا)
- اتهام الصواب بحد ذاته والطعن في صحته. وهذه مرحلة متطورة تحتاج بعض الثقافة لمعرفة طرق الالتفاف على الحق. وقد وصل البعض إلى تأليف الكتب في الطعن بالصواب الذي لا خلاف عليه.
والقول مشهور: الوحيد الذي لا يخطئ هو الذي لا يعمل شيئاً.
إذاً إما أننا لا نعمل شيئاً في هذه الحياة أي أننا عالة عليها أو أننا نعتمد الخداع والكذب لنبرر الخطأ.
ذات مرة كنت أقف أمام كوة دائرة حكومية انتظر الموظف ليفرغ لي وكنت الوحيد أمامه. ثم أتى رجل ووقف ورائي ورغم أني كنت أمسك بأوراقي وأقف ملاصقا للزجاج إلا أنه ما أن رأى الموظف قادماً إلا وبادر وانعطف بيده من جانب كتفي الأيمن وأراد إعطاء أوراقه للموظف. استغربت هذا التصرف مع عدم وجود الازدحام. والتفت وقلت له: شو يعني مو شايفني واقف؟ وهنا للحق ارتبك الرجل وقد أدرك أنه مخطئ ولا مجال للنقاش لكن هيهات أن يعترف أحدنا بخطأ أو تقصير فالآخرون دائماً هم المخطئون وهم السبب. فكر قليلاً وقال: ايه وإذا انته نايم شو بعمللك. لم أجد هنا إلا أن أضحك في قرارة نفسي وقلت له: لا تواخذني اتفضل.
هذا مجرد مثال توضيحي بسيط بل تافه عن كيفية تهربنا من الاعتراف بالخطأ. والواقع مليء بأمثلة كثيرة تصل إلى حدود خطيرة جداً.
والسؤال ما هي التربية التي نتلقاها في صغرنا حتى أصبح داخلنا هذا الوحش المخيف من العناد والـ"تياسة" إذا صح التعبير؟
والأهم كيف نصلح في أنفسنا مركب النقص الخطير هذا الذي يشعرنا بالحاجة لأن نكون مصيبين في جميع الأحوال؟ وكيف نربي جيلنا الناشئ على الاعتراف بالخطأ؟
الموضوع كما أراه واسع ويستدعي اهتمام الجميع
أيها المربون والمهتمون بالـ"شؤون التربوية"...
كيف نزرع في أذهان أبنائنا التركيز على الفكرة لا على الشخص والاعتراف بالخطأ؟
أيها المعارضون ويا أصحاب الرأي الآخر ...
كيف ننصف آراء الآخرين ونرى أخطائنا قبل أخطاءهم؟
أيها المبدعون في فرق الإبداع صغاراً وكباراً ...
كيف يبدع من لا يرى سوى رأيه صحيحاً في هذا العالم؟
أيها البراعم الواعدة في ركن البراعم
هل علمكم أحد أن المخطئ انسان عادي وليس مذنباً إلا إذا أصر على الخطأ؟
يا أصدقاء الموقع ويا ضيوف الموقع
شاركونا الرأي وصوبوا أخطاءنا
أنتظركم
حمود
|
13-9-2006
19:31
|
|
ابن البيادر
عضو مميز
|
بداية ممتازة، ومميزة،
للأسف تم حذف مشاركة منذ فترة تتعلق بالموضوع، ربما عن طريق الخطأ لأنها كانت ضمن مشاركات أخرى.
لو تم تطبيق الديمقراطية، أو أي نوع من الحرية اللتي يمكن أن نتفق عليها، في عالمنا العربي، هل يمكننا أن نتصرف بشكل "حضاري"، و اللذي يتضمن "الاعتراف بالخطأ" كاللذي ذكره الأخ حمود في مشاركته الرائعة أعلاه؟
الجواب: لا. لأن نجاح الحرية، وبالتالي التصرف الحضاري، يتطلب وجود "ثقافة الحرية"، و النمو الحضاري يتطلب وجود "ثقافة الحضارة" و "روحها". نحن نفتقد لمقومات الحرية (سواء على مستوى العائلة أو الحارة أو المدرسة أو المسجد أو القرية......)، و القصة اللتي ذكرها الأح حمود دليلاً على ذلك. و أزيد عليها، من "شمط" النصبات من أمام بيتنا و تركهم على الأرض؟" من رعى كرم بيت جدي؟" من فك الحنفيات من مراحيض محطات البنزين على الطريق و سرقها وترك المياه تجري؟ من سرق اللمبات من سقف هذه المراحيض؟ من قطع سماعات التلفون من التلفونات العامة في دمشق؟
علينا أن نتذكر أن مانراه من أخلاق فاضلة في الغرب لم يحصل بين عشية و ضحاها، بل هو نتيجة تطور المجتمعات الغربية خلال 500 سنة الماضية.
الحل: وجود منهج و فكر لإيجاد الحلول على المدى الطويل.
أخوكم
ابن البيادر
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 13-9-2006 الساعة 20:02 من قبل: ابن البيادر
|
13-9-2006
19:59
|
|
أبو سيف
عضو مميز
|
شكرا أخ حمود
الطفل في بيئتنا يتشرب ثقافة "التياسة" والعناد منذ ولادته
وينشا ويصبح رجلا ولا يمر عليه خلال حياته شخص يعترف بخطئه
أبوه متمسك برأيه حتى لو كان هذا الرأي مدمرا
أمه كذلك لا تكف على النق على والده بما تراه صوابا وما إن يغيب الوالد إلا وتبدأ هذه الأم بلوم زوجها على رأيه الباطل أمام أولادها
في المدرسة كلام الأستاذ صحيح دائما ورأيه مقدس لا يقبل النقاش
في الشارع كل طفل من أصدقائه مصيب في رأيه ولا أحد يقر بالخطأ
حتى المسجد لم يسلم من هذا الداء:
الشيخ رأيه صحيح مهما كان.. ومن أنت حتى ترد على شيخ؟ ألا تستحي؟
وإذا صعدنا إلى أعلى الهرم وجدناه كذلك
(عفوا يبدو أنني تحمست زيادة عن اللزوم ونظرت إلى أعلى حيث لا ينبغي لي النظر)
عموما:
لو ركزنا على معالجة أصل الداء لا بد أن ننعم بحال سليمة قريبا إن شاء الله
وعسى ألا تكون 500 سنة كما ذكر حبيبنا ابن البيادر
تحياتي
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 14-9-2006 الساعة 20:05 من قبل: أبو سيف
|
14-9-2006
20:03
|
|
حسن البريدي
مشرف
|
تحياتــي ..
كلام سليم .. أراه متوافق مع الواقع ..
----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
|
15-9-2006
00:42
|
|
ghassan sukkarieh
|
Salamat to all
Last year an elementary school organized a trip for the kids in Grade 5 to visit the lady who represent the king here in Alberta, Canada, during that visit a kid who was fascinated with here house beauty tolled her “so that is how you spend my parents tax money”, the teacher who was supervising the trip was upset and next day this kid was suspended for two days from the school.
Local newspapers wrote about it, and there were a stream of calls from every where to all kinds of media supporting this kid and saying that he did nothing wrong to be suspended.
The school came back from there design to suspend him and apologized publicly from him.
The Lady who represent the king, highest authority over here in Alberta, apologized from the kid and asked the schools in Alberta to see that such an incident will not happened again in the future and invited that kid and his parents for lunch in her home.
Please don't read me wrong I am not saying that the system here is perfect but in the contrary they have a lot of misbehaviors conduct.
A careful reading to this incident will show the importance of the Freedom and Democracy education which Mr. Eben Albayader talked about it many times, and the necessity of apologizing and admitting our mistakes, even more to learn from it, as Mr. Hammod and Abo Seif mentioned.
Sorry again for writing in English, I couldn't resist writing in this important subject.
Ghassan Sukkarieh
|
15-9-2006
17:39
|
|
ابن البيادر
عضو مميز
|
نظراُ لأنني لم أتمكن من إرسال لصقات الأحرف العربية للأخ غسان كما وعدت، فإنني اعتبر نفسي مسؤولاً عن استمراره بالكتابة باللغة الإنكليزية، لذلك قمت، وتعميماً للفائدة بترجمة ماكتبه، راجياً من المولى القدير أن تكون الترجمة كما يقصد الأخ غسان.
مابين أقواس هو إضافة من عندي للتوضيح
أخوكم ابن البيادر
نص رسالة الأخ عسان بالعربية:
سلامات للجميع،
في العام الماضي نظمت المدرسة الابتدائية رحلة لطلاب الصف الخامس لزيارة المرأة اللتي تمثل الملك في ولاية ألبرتا الكندية (كندا مازالت تتبع للعرش البريطاني). خلال الزيارة، أعجب أحد الأطفال بجمال المنزل فقال لها "إذا هكذا تنفقين أموال الضرائب اللتي يدفعها أمي و أبي؟"
هذه الجملة أزعجت المدرسة المشرفة على الرحلة فقامت بفصل الطالب من المدرسة لمدة يومين.
(حادثة الفصل أثارت أهل البلد) فكتبت الصحف المحلية عنها، كما قام السكان من كل مكان بالاتصال تلفونيا بوسائل الإعلام لتأييد الطالب و أنه لم يخطأ حتى يفصل.
(أنشطة الأهالي هذه) أجبرت المدرسة عن التراجع عن قرار الفصل و اعتذرت علنا للطالب. كما قامت مندوبة الملك، و هي أعلى سلطة في ألبرتا، بالإعتذار من الطالب، وطلبت من المدارس في ألبرتا أن تضمن عدم حدوث حوادث فصل مماثلة. كما قامت بدعوة الطقل و أهله إلى غداء في بيتها.
أرجو أن لا تفهموني بشكل خاطئ، فأنا لا أقول أن النظام هنا (في كندا) مثالي، بل على العكس فيه الكثير من المشاكل.
إن قراءة سريعة لهذه الحادثة تظهر أهمية ثقافة الحرية و الديمقراطية اللتي تكلم عنها ابن البيادر عدة مرات، كما تظهر أهمية الاعتراف بالخطأ و الاعتذار، بل حتى التعلم من ذلك كما ذكر السيدان حمود و أبو سيف.
اعتذر مرة أخرة لكتابتي بالإنكليزية، لم استطع مقاومة الرغبة في الكتابة في هذا الموضوع الهام
غسان سكرية
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 15-9-2006 الساعة 19:01 من قبل: ابن البيادر
|
15-9-2006
18:59
|
|
ghassan sukkarieh
|
Thanks Eben Albayader
Ghassan Sukkarieh
|
16-9-2006
04:24
|
|
ابن البيادر
عضو مميز
|
بعيداً عن السياسة، هناك دروساً عديدة يمكن استنباطها من القصة اللتي ذكرها الأخ غسان.
الدرس الأول: أن السكوت عن الخطأ، خطأ، و تصرف غير حضاري. كل ماعلينا أن ننظر إلى قارة و دير عطية، حتى قبل 30 سنة. فهناك العديد من الحالات اللتي زحف فيها أهل دير عطية إلى مخفر الشرطة لمنع شخص من تصرف ما، مثل تقديم حائط بيته مما يؤدي إلى اعوجاج الشارع، في الوقت اللذي اعوجت فيه شوارع قارة نتيجة السكوت. نفس الأمر ينطبق على أمور كثيرة مثل التهريب و التعليم. لو تم تطبيق المبدأ الإسلامي "الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر"، لكنا قرأنا عن قصص مماثلة في بلادنا، و ليس في كندا.
الدرس الثاني: كثير من الناس اللذي اتصلوا بالمسؤولين ووسائل الإعلام لا يعرفون الطفل أو أهله، و كثير منهم ليسوا من أهل المنطقة. كان احساساً داخلياً منهم أن قيام المدرسة بفصل الطالب كان خطأ كبيرأً، فوقفوا في وجه المخطأ، بغض النظر عن المخطأ و من وقع عليه الخطأ. و هذا يذكرنا بقصة الثور الأسود اللذي قال "أكلت عندما أكل الثور البيض" (أو كما ذكرت الألوان في هذه القصة المعروفة).
وهذا يطابق المبدأ الإسلامي "المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص" وغيره من الأحاديث و أقوال العلماء في هذا المجال.
فهل السكوت عن الحق هو مصيبتنا؟
لاشك أن هناك ظروفاً تحكم الإنسان، و قد لا يكون من الحكمة الوقوف في وجه هذه الظروف، و لكن المقصود هنا أنه إذا كان السقف المسموح به 4 أمتار، فلماذا نتقزم ونبني نصف متر فقط؟
أخوكم
ابن البيادر
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 17-9-2006 الساعة 06:22 من قبل: ابن البيادر
|
17-9-2006
06:20
|
|
أحمد زين الدين
عضو مميز
|
الأخ ابن البيادر .. بعد التحية
أصبتَ أخي الكريم فمن أكبر مصائبنا السكوت عن الخطأ أو السكوت عن الحق كما سمّيتَه
وإنَّ في قول رسول الله / ص / [ الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس ] ما يدعونا للإيمان بأنّ هذا الخرس والسكوت هو تخريب شيطاني مطلق
إخوتي الأعزاء :
من الواقع حادثة حدثت معي كنتم جميعاً على اطلاع على بداية القصة حول ماأثرتُ في باب / وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى وبراءة اختراع /
إنَّ ما قمتُ يه من تقديم شكوى إلى مديرية التربية مع ردة فعلي على نتائج التحقيق غير الدقيقة التي انتهت إليها موجهة مادة الموسيقا التي كُلِّفَت بالتحقيق وقيامي خلال زيارتي الأخيرة إلى سورية بمهاجمتها وتهديدها بتوسيع القضية بشكلٍ يضمن الوصول إلى نتائج عادلة ويكون من شأنه أيضاً معاقبة هذه الموجهة التي انحازت لصالح الباطل ، إنَّ هذه الشكوى والمتابعة الدقيقة لها واعتراضي على نتائجها غير المُحِقّة والتهديد كما ذَكرتُ أعلاه ضَمِنَ من النتائج ما يلي :
1ـ لن تتجرّأ هذه الموجهة أو غيرها ممن سمع بما حدث / مستقبلاً / على حرف التحقيق في أية قضية يتولّونها بهذا الشكل الجريء / الوقح /
2ـ لن تجرؤ إدارة أية مدرسة في قارة على وضع علامة لأية مادة بشكلٍ مزاجي ودون الرجوع إلى مدرس المادة
3ـ ستقوم كل مدارس قارة بكل تأكيد ابتداءً من العام الدراسي الحالي بإجراء امتحانات فصلية في جميع المواد حسب الأصول ولن يكون هناك مجالٌ للمزاجية في ذلك .
وهذا تماماً ما كنتُ أقصد من الشكوى / والله يشهد / وأن يعلم الجميع من الإداريين والمعنيين أنَّ هناك أصوات من المواطنين سترتفع في وجه أي خطأ إن شاء الله
على الخير نلتقي
----------------------------------
ليس العاجز مَن يملك عضواً عاجزاً أو أكثر .. إنّما العاجز هو مَن يعجز عن استخدام أعضائه السليمة بالشكل السليم
|
17-9-2006
17:33
|
|
مسعود حمود
عضو مميز
|
.. , ..
تحياتي ..
الموضوع ،والردود اللاحقة في غاية الأهمية.
فشعب الله المعصوم ، المهزوم والمكبوت .. لا يخطئ أبداً ..
لعلي أقترب من رأي ابن البيادر وابو سيف ، إذا ما نظرت ( لشعب الله المعصوم ) من منظار انفصام الشخصية الذي يعاني منه .، كيف ؟؟
رأي المسؤول صواب لا يحتمل الخطأ ، ستضطر مرغماً بقبوله مما يزيد من جرعة الكبت لديك ، ستذهب للبيت لتفرغ شحنة كبتك بزوجتك وليصبح ما عانيت منه أنت لزاماً على زوجتك معاناته ، .
ستفرغ الزوجة كبتها أيضاً في الأطفال ، فهي دائماً على صواب - فقط معهم -
وسيفرغ كبيرهم كبته في الصغار ..
وهكذا .. يتكرر الأمر مع المدرس والطلبة ، ومع سائق الباص والركاب ، ومع الشرطي والشعب ... الخ .
ونجد أنفسنا في حالة من الشحن والتفريغ ، نقبل الشحن من القوي ، ونفرغه في الضعيف ..
لا أخفيكم بأنني قد مارست طقوس ( العصمة ) لفترة طويلة من الزمن ، استبددت برأيي وحجبت نور الحقيقة عن عيوني .. لكنني وبزيادة العمر والاطلاع تخلصت من تلك الظاهرة شيئاً فشيئاً .. لدرجة أنني لا أدرك اليوم كيف كنت في يوم من الأيام من شعب الله المعصوم ..
لكن الذي لا أستطيع إدراكه هو أنه كيف لا يستطيع من هُم أكثر مني إطلاعاً وعلماً وثقافةً وأكبر مني عمراً أن يتخلصوا من هذه العقدة ..
بالمختصر . لا أستطيع أن ألوم أكثر الناس على عديد عُقدهم والتي تسببها أوضاع اجتماعية وسياسية وثقافية منحطة ، لكنني ألوم منهم من كان مدركاً لواقعه ومصاباً بمثل هذه العُقد ..
.....
----------------------------------
مدونتي
|
22-9-2006
22:25
|
|
ابن البيادر
عضو مميز
|
الأخ مسعود حفظه الله،
هذه مجرد مداخلة للاستمرار في الحوار حول الموضوع.
قد يحاول بعضنا تعليم و تدريب النفس على بعض الأخلاق الحميدة مثل عدم الاستبداد بالرأي و تقبل النقد من الآخرين. و لكن مشكلتي الخاصة، و اللتي أظن أنها تنطبق على كثير منا، إن مانفعله هو مجرد "تعليم وتدريب" فقط، فإذا ما تغيرت الظروف عدنا إلى "طبعنا الأصلي".
هذا ماحدث لعشرات الزملاء اللذين درسوا في الغرب و أخذوا منه كثيراً من الأخلاق الحسنة، و لكن بعد فترة من رجوعهم للبلد، أصبحوا و كأنهم لم يخرجوا من البلد و لا حتى يوماً واحداً.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الكثير من العرب في الغرب يتعاملون مع الأجانب بطريقة و مع العرب بطريقة أخرى. لا شك أن هذا من أعراض "انفصام الشخصية" اللتي ذكرتموها.
"انفصام الشخصية" بهذا الشكل هو ظاهر المرض، و سببه هو عدم وجود "ثقافة الحرية"، و ماذكره الأخ أبو سيف هو أيضاً من ظواهر هذا المرض.
لماذا يتغير العربي و يتلون في بلاد الغرب، بينما يبقى الغربي على ماهو عليه إينما ذهب؟
لماذا لا أستطيع أن أنام الليل إذا انتقدني أحدهم أو هاجم آرائي بينما ينام السياسيون في البلاد الغربية هانئي البال بعد مناظرة تلفزيونية شرشح فيها كل منهم الآخر؟
كيف استطاع عمر بن الخطاب رضي الله عنه النوم بعد أن عارضته امرأة خلال خطبة الجمعة؟ و كيف اقتنعت المرأة أن عليها أن تتكلم في المسجد، أمام كل الرجال، و تعلن معارضتها لأمير المؤمنين؟ كيف لم يثر الصحابة عليها؟ لماذا لم يقم أبوها أو أخوها أو ابن عمها بإسكاتها أو معاقبتها فيما بعد؟
أذكر مقالاً ليهودي نشرته جريدة النييورك تاميز قال فيه "لو كان أمهات المؤمنين أحياء في وقتنا الحالي لتم إعدامهن في بعض المجتمعات الإسلامية". المقال كان حاقداً وسيئاً، و لكن هذه العبارة معبرة جداً عن الوضع السيء اللذي نحن فيه: لا نستطيع في الوقت الحالي تحمل أن يتصرف نساؤنا كأمهات المؤمنين، علماً بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر غيرة على نسائه من أي رجل في الخليقة على نسائه.
إنها "ثقافة الحرية"
أخوكم
ابن البيادر
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 22-9-2006 الساعة 23:10 من قبل: ابن البيادر
|
22-9-2006
23:08
|
|
مسعود حمود
عضو مميز
|
.. , ..
تحياتي ..
ليس أمتع ولا أجمل من وقع هذه الكلمة ( الحـــرية ) على أذن الإنسان ؟، لكنها تحمل جدلية واسعة قد تكون بدأت منذ بدء الزمن ولا أظنها منتهية قريباً ..
وقد يستغرقنا الغوص في تعريف وتفسير ( ثقافة الحرية ) ما لا تطيقه صفحات موقعنا ، لكنني سأشير فقط إلى ناحية واحدة من نواحي ( نسبية ) هذا التعبير و ( مرونته ) العجيبة مما يجعل قمة الحرية في مجتمع ما قمة للعبودية في مجتمع آخر أو في زمن آخر - تماماً كما ورد في تعليقك على مقال NewYork Times .
وثقافة الحرية في المجتمعات الغربية - وإن تكن قد حررت الغربيين من انفصام الشخصية - فإنها كما تعلم قد أفرزت أمراضاً أخرى أشد فتكاً قد تبدأ من تفشي أمراض الجنس ولا تنتهي بالزواج الرسمي من الحيوانات .. !!
وثقافة الحرية الإسلامية التي أشرت إليها لم تكن كافية أبداً للوقوع دون قتل سيدنا عمر وخليفته ، وكل ما تبع ذلك من مصائب تعرفها ويعرفها الجميع ..
نعم ،أتفق معك على أهمية و ضرورة ثقافة الحرية ، لكنني أعتقد أنها منفردةً غيرُ قادرةٍ على تخليصنا مما وصلنا إليه ..
أظنني - آسفاً - مقتنعاً بضرورة وجود نوع ما من ( الدكتاتورية ) الموجهة والخيرة والتي تكون قادرة على المحاسبة والتقويم القسري ،لأننا للأسف أصبحنا بحاجة على ما يبدو إلى العصا أكثر من حاجتنا للجزرة ..
بانتظار رأيكم ...
....
----------------------------------
مدونتي
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 24-9-2006 الساعة 00:36 من قبل: مسعود حمود
|
24-9-2006
00:36
|
|