الصفحة الرئيسية للمنتدى
|
التسجيل في المنتدى
|
تعديل البيانات الشخصية
|
قواعد الكتابة في المنتدى
|
بحــث
منتدى الحوار
>>
منتدى الحوار العام
>>
الفتوش والخبز المحمَّص
الكاتب |
الموضوع |
 |
|
|
|
فضولي
|
الفتوش والخبز المحمَّص
الفتوش والخبز المحمَّص
خرجنا من المسجد بعد صلاة التراويح التي أنعشت قلوبنا وأخذتنا بعيدًا بعيدًا عن أجواء الصخب والدنيا إلى الأجواء الروحانية الملائكية الشفافة ، وانتحيت جانبا أكمل متعة الروح بكأس من ( المتة) اللذيذة الرائقة ، مع صديقي الأستاذ فاتح ، الذي بدا غير مرتاح رغم جمال الأجواء الرمضانية الإيمانية الساحرة.
أدرك من نظرتي أني أتساءل ، فبدأ الحديث بسؤال مباغت . ما رأيك بالفتوش ؟.
قلت ما الذي دعاك لهذا السؤال ؟ قال بالله أجبني بدون تساؤلات .
قلت : رأيي هو رأي أي صائم يتحلق حول المائدة اللذيذة المنسقة ، ينتظر مدفع الإفطار ليبدأ بالتمر والماء ويثني بالطبق البشوش (صحن الفتوش)
سؤال آخر.
تفضل يا أستاذ فاتح .
هل يجوز تحميص الخبز من أجل الفتوش؟.
أسئلتك غريبة هذا المساء يا أستاذ فاتح. ومن قال لك أنه لا يجوز؟ ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق)؟
- الشكوى لله يا أخي عندي ثلاثة أولاد: صبيان وبنت ، يبرونني أحسن البر جزاهم الله الخير في الدنيا والآخرة ، ولكن ابني الكبير محمد أوغل في طريق الزهد والتقشف إلى درجة لم أعد أحتملها .
- فأمهم مريضة مقعدة في فراشها ، والبنت ملتزمة بمنهج أخيها إلى درجة أنهم حرمونا من أغلب الطيبات ، وحرَّموا علينا الخبز المحمص في الفتوش ، وأصبحتُ مُتَّهماً - بشكل هجومي يتنافى مع البر- بالإسراف والتبذير مع أنني أعيش على الحصير.
- ( والله كنت مرتاحاً معهم أكثر عندما لم يكونوا متدينين جدًا)
- حزنت لحال الأستاذ فاتح ، وبدأت أخفف عنه من خلال الحديث حول أسباب وجود هذه الظاهرة في المجتمع الإسلامي المتدين ومما قلت له :
- هذه المشكلة تعاني منها الأمة الإسلامية منذ قرون وهي قضية الفصل بين الدين والدنيا، إلى درجة أنه أصبح العمل بأمور الدنيا والتمتع بها خيانة لحقيقة التدين ، بل تعدى الأمر ذلك إلى إهمال الإتقان في العمل المهني ، وإهمال العلوم والصناعات الضرورية للتمدن والرقي فأصبحنا أمة عالة على الأمم نستورد كل شئ حتى لقمة الخبز- غير المحمَّص- التي نأكلها .
- ( نأكل مما لا نزرع ونلبس مما لا نصنع )
- الفروض الشرعية واضحة ، وكذلك المحرمات ، لكن موضع الإرتباك يكون في المباحات والكماليات والفروض الحضارية من نحو الدقة ، والإتقان،والكفاءة والفاعلية ، والترتيب بين أنواع الخيرات وأنواع الشرور.
- ونسي الكثير أن مقتضى الخلافة في الأرض يعني بناءها وسبر أغوارها واكتشاف مجاهلها، والارتقاء بأساليب حياة الإنسان من أكل وشرب، ووسائل نقل وصناعة وزراعة و.....و
- وإن سلامة النيَّة تُلغي المسافة المزعومة ما بين الدين والدنيا ، فالنيَّة الصحيحة تجعل الأكل طاعة وعبادة ؛لأنها تقِّوي على طاعة الله.
- والتمتع بالدنيا يصبح عبادةً عليها أجر إذا صحت النيَّة وكانت في الحلال.
- وكلنا يعلم قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ( إنَّ في بُضع أحدكم صدقة . قالوا يارسول الله :أيأتي أحدنا شهوته وله عليها أجر ؟ قال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ قالوا نعم . قال : كذلك إذا وضعها في حلال فله عليها أجر ) أو كما قال – صلى الله عليه وسلَّم-
- والإنفاق على العيال رغم أنه شأن دنيوي في حس النَّاس يصبح شأناً دينياً إذا توفرت النيَّة الصالحة كأن ينوي المرء إعفاف أسرته ، وسد حاجاتها فهو يسهم في إبقاءها على قيد الحياة تسبح الله وتعبده .
- ولا أريد أن أطيل في تفتيق المشكلة. فأختصر قائلاً :
- لا بد من النظرة الكلية لرؤية الأشياء في أبعادها المختلفة . و ردم الهوة بين ثنائية الدنيا والدين ؛ لتعود لها لحمتها ووشائجها الطبيعية الفطرية التي فطر الله الوجود عليها.
- فالدين هو المنهج الذي نعيش بالتزامه الحياة الدنيوية الهانئة ونسلك الدرب الموصلة إلى جنة عرضها السماوات والأرض .
- ( ومن تبع هداي فلا يضل ولايشقى ، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)
- وأختم تعليقي مخاطباً الأستاذ فاتح:
-
- أحسن إلىالفتوش حمِّص خبزه
-
- واهجر بتاتا خبزه المنقوعا
-
- وأضف إليه الخسَّ والخلَّ معا
-
- و(اعزم) محباً للطعام َولوعا
-
- ياهذه الدنيا ُأحبك معبرا
-
- حسناً جميلاً بالتقى مزروعا
أخوكم
فضولي
|
23-11-2003
16:05
|
|
مازن بدوي
عضو مميز
|
جزاك الله خيرا أيها الفضولي
ونجو في المرة القادمة أن تحدثنا عن التبولة
----------------------------------
رأيي خطأ يحتمل الصواب * ورأي غيري صواب يحتمل الخطأ
|
26-11-2003
09:48
|
|
مسعود حمود
عضو مميز
|
الفتوش ثانية ..
تحياتي أستاذ فضولي ..وكل عام وانتم بخير ...
بعد قراءتي المتأخرة لموضوعك الشهي ( ليس بعنوانه فقط ) ، فلقد وجدت نفسي أحسدك على قدرتك المميزة على اختصار ذلك الموضوع الكبير والشائك بذلك الأسلوب المتميز الشائق المرح ...
واسمح لي أن أشد على يدك حيث قلت :
ياهذه الدنيا ُأحبــــك معبراً حسناً جميلاً بالتقى مزروعا
ودمتم سالمين ...
----------------------------------
مدونتي
|
26-11-2003
10:57
|
|
جميع الأوقات بتوقيت قارة | الوقت الآن:
الثلاثاء
19/8/2025
01:52
|
 |
|
|
|
منتدى الحوار
>>
منتدى الحوار العام
|