مرحباً بكم في مدينة قارة السورية الثلاثاء   19/8/2025  الساعة  12:27 ظهراً Welcome to the Syrian city of Qarah
المنتدى
الصفحة الرئيسية للمنتدى  |  التسجيل في المنتدى  |  تعديل البيانات الشخصية  |  قواعد الكتابة في المنتدى  |  بحــث

منتدى الحوار  >>  منتدى الحوار العام  >>  التخمة

الكاتب
الموضوع لكتابة موضوع جديد   
سلام التخمة

الغيوم تتلبد في السماء فوق بعضها البعض علها تصل إلى الأرض
والريح ترقص بهستريا ترفع أوراق الشجر الصفراء المتساقطة وتنزع ما لم يسقط منها عن الأغصان ..... تدورها وتدورها يعلو صفيرها ثم تلقيها أرضاً وتهدأ ..... وما أن تهدأ حتى تعاود نوبات جنونها من جديد.
أنقّل نظري بين لوح الخشب السائر أمامي والرجلان بجانبي (لم يكن له أحباء كثر) يتوقف لوح الخشب ونقف وراءه ..... يرفعون الغطاء وأرفع نظري للأعلى...... تستوقفني ورقة شجر طغى صفارها على الخضار ......تهاجمها الرياح وتلطمها على اليمين وعلى اليسار لكنها لا تسقط
تبقى متشبثة وتزداد صفعات الريح لها وتبقى تعاند ممسكة بالعرق الذي يحملها وأخيراً يحط عصفورعلى العرق فيهتز وتسقط الورقة (ترى هل كان يستحق الأمر كل هذا العناء؟!!)
يرتفع صوت الملقّن ليوقظني من شرودي.....سيأتيك ملكان سيسألانك ...
أتمعن بكلماته وأتأمل التراب أمامي ....يصافحني الملقن وأضع بيده النقود ..... كلنا لها لا يدوم إلا الله والعمل الصالح ...... يقولها الملقن ويغادر أعيد الجملة أكثر من مرة في رأسي ..العمل الصالح.........؟ العمل الصالح........؟ ترى كم عملاً صالحاً تملك يا وفيق.
يستوقفني اسم وفيق أتلفت حولي لا أجده .....لا أجد سوى التراب ....... كان دائماً بجانبي..... أشعر بحرارة تلامس وجنتي ثم تسقط قطرة على معطفي انحدرت من وجهي ..........دموعي....؟ إنها دموعي ....أنا أبكي؟!! لماذا لم أبكي قبل الآن ...يد هرمة تربت على كتفي
ليست الدموع للرجال....

يتبع




 
30-3-2004    12:59
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
سلام

هذا أبو وليدالسائق وولده بجانبه.... أهز رأسي ....يصافحاني ويغادران .
أردت أن أصرخ .....مات صديقي.....مات وفيق.....ليعلم الجميع....
ليس هذا السبب الحقيقي بالواقع أردت أن أصرخ بذلك حتى أصدق أنا...أن وفيق مات.
آآآآه.....مات.....مات منذ سنيين هذه أول مرة يغيب فيها عني ...... ليست المشكلة أنا ,فقد غاب عن الدنيا بأسرها .....لم يبق له وجود.....ترى مالذي تبقى منك ياوفيق؟‍
أسترجع جملة الملّقن ......لا يدوم إلا الله والعمل الصالح .....لطالما ركضت وراء النقود ....هي بنزين الحياة هذا ما رددته دائماً......
جمعت منها الكثيير والكثيير والآن أنت ميت
لم تتمتع بها أبداً .....حتى حين احتجتها لشراء الدواء .......لم يشفيك الدواء .......نصحك الأطباء أن تستريح لأن قلبك مجهد لكنك رفضت واستمريت بالعمل ......لماذا ؟
ترى لو عرضوا عليك نقود الدنيا مقابل قلبك ....... هل قايضت ؟
لماذا كل هذا النهم يا وفيق.....ألأن والدك كان يعمل بستاني في قصر الباشا أردت أن تصبح باشا وتملك قصراً!!!عندما أقول باشا أتصور رجل سمين بشعر أبيض سيجار مشتعل في فمه وترتسم على شفتاه ابتسامة صفراء ......لا أذكر أني رأيتك تبتسم يوماً ما .....لم أسمع صوت ضحتك أبداً.......هل كنت سعيداً؟ ربما لم تكن كذلك .... من يعلم ؟
هل كنت بعيداً عني إلى هذا الحد وأنت أقرب الناس إلي ....؟‍
لا أعرف حتى إن كنت سعيداً أم لا .....ليتني فكرت في هذا قبل ذلك.



يتبع
30-3-2004    13:48
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
محمد حمود

مشرف
مشرف


هل هذه قصة قصيرة؟ أم ماذا

بالمناسبة: هذا منتدى للحوار
30-3-2004    19:48
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
سلام

أشكر سيدي المشرف لتذكيري بأنه منتدى للحوار ولا أدري مالذي جعلني أنسى
على كل حال هي قصة قصيرة أحببت أضعها هنا ولكن يبدو أني أخطأت المكان .
تفضل بقبول فائق احترامي
والسلام
31-3-2004    16:03
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
محمد حمود

مشرف
مشرف


أهلاً بك ولامانع من وضع القصة، ولكن من المفضل أن يسبقها تعريف بهذه القصة وربما مناقشة مستواها مع الأعضاء مثلاً ... وذلك لأن هذا منتدى للحوار والنقاش وتبادل الأفكار.

نعود إلى القصة:
فلن أحاول نقدها لأنني غير متخصص في النقد الأدبي إلا أنه استوقفتني بعض الأخطاء النحوية التي أتمنى الانتباه إليها مثل:

"والدك كان يعمل بستاني في قصر الباشا"
والصواب: "بستانياً"

عندما أقول باشا أتصور رجل سمين بشعر أبيض"
والصواب: "رجلاً سميناً"

"وترتسم على شفتاه ابتسامة صفراء"
والصواب "شفتيه"
1-4-2004    00:07
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
سلام

أشكرك على التعليق كما أشكرك على التصحيح النحوي.
وإنها لسعادة كبيرة بالنسبة إلي أن تلقى هذه القصة أو (الفكرة) النقد أو التوجيه من الأعضاء الكرام.
أما بالنسبة للقصة انتظر قليلاً وستأخذ الفكرة لانها من النوع الذي يبدأ من النهاية ومن ثم تبدأ باسترجاع الأحداث.



تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 1-4-2004 الساعة 13:07 من قبل: سلام
1-4-2004    01:10
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
سلام

ينحدر سيلا ًصغيراً من شعري لجبيني ينزلق على أنفي ويحط على الأرض .....ماء.....مطر....هذا مطر ......المطر يغسلني ....ويغسل الدنيا ويغسل التراب الذي يغمرك ....بلّلك المطر يا وفيق لكنك لن تشعر بالبرد فأنت ميت .....كما أن جسدك الآن بارد ....بارد...!!! لطالما أحسست بالبرد حتى في أيام الصيف الحارة ......
لماذا لازمني البرد دائماً .....الأموات فقط هم من يبردون .....تعود بي الذاكرة إلى البعيد البعيد .....كنت في العشرين من عمري فتىً وسيماً بكامل شبابي وكنتَ صديقي كما كنت دائماً , طردني والدي من المنزل لأني ابتعت بالنقود التي جمعها كماناً....أبي نجار ويريدني نجاراً وأنا
أحب الموسيقى .....الموسيقى لا تطعم خبزاً
هذا ما رددته دائما على مسمعي .....مات أبي متشردقاً بلقمة خبز .....الخبز قتل أبي !!!!!
وكان يريدني أن أعمل لأشتري الخبز وأترك الموسيقى
لم أستجب له فطردني من المنزل.....استأجرت غرفة على سطح أحد الأبنية كانت أشبه بقن للدجاج ......لماذا لم أشعر بهذا من قبل ...... حتى أني ارتحت بها كثيراً ....ربما كانت المكان الوحيد الذي ارتحت به.
كان يجب أن أعمل حتى آكل .....الخبز!!!!
ووفرتَ لي العمل عازفاً في أحد الفنادق .
1-4-2004    01:12
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
سلام

كنتَ نادلاً هناك...مع أنك تجيد العزف لكنك فضّلت أن تقدم الطعام والخبز بدلاً من أن تعزف.
لربما أغراك بهذا صوت رنين قروش البقشيش
تشاجرنا دائماً وفي إحدى المرات ارتفع صراخنا ......لماذا لم تعزف ؟ لماذا وقفت كالحائط .....؟ هل تريد أن تطرد من العمل ؟
هذه المرة كان المدير لطيفاً وسامحك ....هل تراه سيكون كذلك في المرة القادمة ....؟
_يا وفيق لم أستطع ....تيبّست أصابعي على الأوتار ....أنا أعزف والحاضرون لا يسمعون سوى أصوات الملاعق تنهش في الصحون بوحشية ....حتى أنهم لم يشعروا بغيابي !!!
_هه ولماذا يشعرون بغيابك إذا كانوا لا يشعرون بوجودك أصلاً...إصحا إصحا هؤلاء هم صفوة البلد ....جيب كل واحد منهم تزنني وتزنك.
_لكنها لن تزن ألحاني .....أنا لا أفهمك يا وفيق ولا أفهم عالمك
_أنت من لا يريد أن يفهم إنك تجهد نفسك وتفنيها في أفكار عقيمة لا يأتيك منها إلا الألم افتح عينيك وانظر إلى الغابة التي تحيا بها واعمل واجمع نقوداً تشتري ترساً تحمي ظهرك من نهش ذئب مباغت .....
_يالك من متشائم......
_يالك من خيالي .....
تركتني ومضيت ....هل كنت خيالياًً يومها حقاً!!
عدت للعمل في اليوم التالي وعملت بنصيحتك واتبعت سياسة التطنيش وكان ذلك لأدفع اجرة القن الذي أسكنه .
مرت الأيام اليوم تلو الأخر عادية .....روتينية ..جامدة باهتة إلى أن انفجر البركان بداخلي بلمحة من ملاك.

1-4-2004    13:06
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
جميع الأوقات بتوقيت قارة | الوقت الآن:   الثلاثاء   19/8/2025   12:27 لكتابة موضوع جديد   

منتدى الحوار  >>  منتدى الحوار العام





حقوق النسخ محفوظة لموقع قارة دوت كوم
أفضل مشاهدة للموقع باستخدام متصفح إنترنت إكسبلورر 5.5 وما بعده ودقة شاشة 800 * 600 بيكسل