الصفحة الرئيسية للمنتدى
|
التسجيل في المنتدى
|
تعديل البيانات الشخصية
|
قواعد الكتابة في المنتدى
|
بحــث
منتدى الحوار
>>
منتدى الحوار العام
>>
الأشباح
الكاتب |
الموضوع |
 |
|
|
|
أبو محمد علي
عضو مميز
|
الأشباح
قصة قصيرة
الأشباح
كانت عقارب الساعة متعبة متثاقلة ، تقترب من الحادية عشرة مساءً ،عندما كان السيد حمـدي يقـطـع الطريق المتلوي الذي تشخص إليه عيون الأشجار الكهلة الكثيفة، زائـغـة مضطربة تحت أشـعـة ضـوء الـقـمـر التي تدس أنفها في كل زاوية ، فاضحة أسرار الظلام مشكلة أخيلةً ، جميلة حيناً ، مـحـيـرة حيناً ، مخيفة حيناً آخر ، بينما تأخذ النسمات الشمالية اللطيفة الباردة دورها في تحريك الأخيلة يمنة ويسرة،وتعبث بالأوراق والأغصان، محدثة أصواتاً ترمز أو لا ترمز إلى شيء.
وكان الحديث الذي دار في تلك الأمسية عن الجن والعفاريت يملأ وعيه، ويـعـشـش بـيـن ضلوعه،وما أن بدأت بعض الحصيات تتطاير بفعل الحركة المرنة لمؤخرة حذائه الإسفنجي الصيفي حتى بدأ بإسقاط كل ما دار في تلك الأمسية على محاوره الذاتية النفسية ، معللاً كل حركة ،ومؤولاً كل خيال ، مستخدماً كل معلوماته في الجغرافيا وعلم الاجتماع.
هذه الحركة الخشنة البطيئة المرعبة عند تلك الشجرة الضخمة ، أقرب ما تكون إلى حركة شمهورش ملك الجن الأحمر... وهــذه رمانة و هيلانة ... تحاولان النزول بهدوء من فوق ذلك الحائط بحركة رشـيـقـة أشـبـه بحركة اللصوص الظرفاء نـَ نـَعم ــم ، إنهما يقتربان لكن؟! من هذا الذي يرمي علي الحصى من الخلف؟
- هل أضمروا لي شراً يا ترى؟
- ماذا يريدون؟
- هل سيقتادونني إلى حيث لا أدري؟
- لكنّ موقفي المعلن لم يكن ضدهم في الحديث الذي دار منذ قليل!!أم.. أم؟!
- كما أنني لم أسخر من بقرة سيدنا الشيخ علي!!
- وكيف أسخر منها وهى الكرامة الحية التي تناقلها أفاضل الناس ، يوم أن قالت قولتها المشهورة: "إما حراثة وإما حليب" حين أتعبها الشيخ علي بالحراثة؟!
- لكن يا ترى هل يستطيعون أن يعلموا ما دار فـي خـلــدي؟ لا أعتـقـد ذلـك. فالله -عز وجل- يقول على لسانهم: ((وأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بـِـهِـمْ رَبُّـهُـمْ رَشَداً))؟!
- لكن أرى أنهم يريدون بي شراً... كل الدلائل تشير إلى ذلك؟!
- ماذا عملت يا ترى؟
- أكان علي أن أرد على زملائي الذين سخروا من حراس مقام بقرة سيدنا؟!
- إنهم يقتربون!!
- ياإلهي!!
الحركة تزداد من هنا ، وهذا الشيخ قادم إلي من هناك، آه الحصى بدأ يتكاثر علي...لقد أصـبـحـت على مقربة من المقام.. علي أن أسرع... علي أن أسرع قبل أن يصيبني مكروه...
- لكن يا ترى هل هؤلاء من الجن المؤمنين أم من الكافرين؟
- وإن كانوا من المؤمنين ، فلماذا يضمرون لي الشر؟
- وإن كانوا من الكافرين، فما شأنهم بحراسة المقام؟
- وكيف يستعين سيدنا الشيخ علي بالجن؟!
- ألم يسمع قول الله -عز وجل-: ((وأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً))؟
- "ومـع ازديـاد حركـته يزداد تطاير الحصى ، وتزداد حركة أخيلة الأشجار ، وتزداد
|
8-5-2004
14:07
|
|
أبو محمد علي
عضو مميز
|
تابع( الأشباح)
- "ومـع ازديـاد حركـته يزداد تطاير الحصى ، وتزداد حركة أخيلة الأشجار ، وتزداد نبضات قلبه خوفاً وهلعاً".
- يا إلهي!!
- كيف يقول لنا الأستاذ فهمان:أن كل هذه الأشياء خرافات نسجتها العجائز؟!
- إن وجود الجن حقـيقــة ، كما قال -عز وجل-: ((وخَلَقَ الجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ)) ، وأنهم يروننا ولا نراهم حقـيقــة ، كما قال -عز وجل- أيضاً: ((إنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ)).
- كما أن كلام الست درية خانم عن جارتها أم الهبرة عن الإسكافي أبي كارم [أن رجلاً سافر إلى أحد الأودية هناك ، فوجدوه مشلولاً ، عاجزاً عن النطق من كثرة ما ضربه الجن على رأسه ] كلامٌ متصل السند، لا يعتريه شك ، وبالتالي... وبالتالي..
- وبالتالي ، فاسأل الله -عـز وجــل-: أن يحفظني من بطشهم هذه الليلة ، فإنه لا قوة لهم مع الله ولا حيلة ، ألم يقل -عـز وجــل- على لسانهم: ((وأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ ولَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً))؟
ولما تجاوز المقام بسلام ، توقَّف توقُّف الحذر، يتلفت يمنةً ويسرةً ،بل تسلق أحد الجدران متشجعاً من حيث الظاهر ، يكاد ينخلع قلـبه هلعاً من الداخل ، راقب المكان بدقة ، فلما لم يعد يرى أو يسمع شيئاً ، تابع مسيره إلى البيت مسرعاً مطمئناً بعض الشيء.
وفجأة ينتصب على يمين الطريق ماردٌ عملاق عجيب مخيف، يرتفع رأسه فوق الأشجار ، انهارت أقدام حمدي ، وانعقد لسانه ، وأيقن بالهلاك ، ووجد نفسه - بشكل لا إرادي- يركض ويركض ، لاهثاً ، مسرعاً، خائفاً مرتـعـداً . وكــان كلما أسرع يزداد عدد الحصى المتطاير ، وتزداد سرعة الأخيلة ، التي تعني هجوم مرجـانـة وشمـهـورش وكـل حــراس المقام.
سقط على الأرض مراراً ، تحامل على نفسه، ولم يشعر بالجروح في ركبتيه ويديه ، أخذ يـصـيـح بشكل عفوي: يا رب... يا رب... سلِّم.. سلِّم ، وصل إلى البيت ، تلفت عشرات المرات الـمتتالية ، وراء ، أمام ، يمين ، يسار ، فتح باب البيت أسرع من البصر ، دلف إلى غرفته ، انـدس فـي الفـراش ، غطى وجهه باللحاف، أخذ اللحاف يرتفع وينخفض متجاوباً مع حركة الصدر الخائف المضطرب.
وكان كلما هدأ روعه، وأغفى إغفاءة قصيرة، هبَّ من نومه فزعاً ، مرتعداً ، ينادي هناك.. هناك.
وأحست الحاجة زهدية بالموقف دون أن تدري ما السبب، وبدأت تتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وتقراً الفاتحة ، والمعوذات ، وأشعلت مبخرتها لتطرد الأرواح الشريرة.
سلامتك يا ابني.. سلامتك يا حبيبي.
وفي الصباح كان على حمدي أن يقطع نفس الطريق ذاهباً إلى مدرسته،ومشى حمدي بخطى خائفة حذرة ، خاصة عندما اقترب من مكان الشبح الذي رآه بالأمس.
- وفجأة؟!! تسمَّر في مكانه. إنه هو ... نعم ... نعم .. إنه هو ، هذا هو رأسه ، فوق تلك الشجرة ، يا إلهي!!!؟
- أنا أعلم أن الأشباح لا تظهر في النهار؟
- أنا إذاً مطلوب ، مطلوب من دولة الأشباح ، ليلاً أو نهاراً.
- لكن ماذا عملت؟
- إنه يتحرك ... يتحرك.
وانتبه زميله فائز ، فسأله مستغرباً:ما بك يا حمدي؟!
- ألا ترى الشبح؟
- وأي شبح؟
- ذلك المارد على تلك الشجرة.
- ذاك؟
- نعم ذاك.
- ذاك خيال وضعه جدي لإخافة العصافير حتى لا تأكل المشمش ، وليس لإخافة الشبان أمثالك.
- تداخل حمدي في بعضه خجلاً، وابتسم ابتسامة شاحبة اللون،وقال بانكسار: إن جدك على ما يبدو صانع ماهر للتماثيل.
|
8-5-2004
14:36
|
|
الفارس
|
مــــاشـــــــاء الــــــلــــه
قصة جميلة جداً
في انتظار المزيـــــــــــــد
|
8-5-2004
20:26
|
|
حسن البريدي
مشرف
|
أهلا بهل الطلــة ..
أهلا بهل الطلــة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تحياتي للجميع .. وتحية خاصة لأستاذنا أبو محمد علــي .. الذي اتفق مع الظروف على أن يكون الشوق دائماً أكبر .. والطلة دائماً أحلى وأجمل وأخضــر ...
ومرحباً بك وبعودتك من جديد .. وأعتقد بأن المنتدى في طريقه نحو الإقلاع والتجديد كالسابق .. ولابد بإذن المولى ستنهمر المشاركات كما انهمر المطر في المرة الأخيرة في قارة الحبيبة فغسل وطهر القلوب .. ولا بد سيقوى الحوار .. ربما إحساس .. وهو أمــل واعد أتمناه لهذا المنتدى..
لقد كانت قصة أبو محمد علي رائعة ..
والواضح بأن هناك تماثيــل كثيرة هنا وهناك وُضعت للتأثيــر على اعتقادنا واللعب بآفاقنا الفكريــة وفلسفتنا المنطقية نحو حياتنا ومبادئنا .. بهدف توفيــر بعض الحبيبات من المشمش حتى تُباع في المزاد العلني العالمــي على ضوء محاربــة الإسلام ..
إنها حقيقة لابد من لمسها كلما دعت الحاجة إلى التأمــل في اعتقاد ما نسبته60% من البشر حولنا بها ( خرافة، أشباح ، شعوذة .... ) .. والذي يشعرنا بالمرارة أكثر ولو أعتبرنا أن إيماننا ضعيف ... هو أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين .. وهناك من يضع مخططات هندسية للبناء في المريـــخ ..
وكنت قد عزَّمت لصناعة بعض هذه التماثيل لأضعها في مزرعتنا في وادي مارطبية .. فلعلى وعسى تُخيف بعض العصافير التي تحاول ( نقر ) حبات الكرز وتشويهها ..
والآن وبعد هذه القصة غيرت رأيي وبدلت عزمي .. فمن جهة قد أُنقذ أحدهم من أن يعتقدها (بُرنــي ) أو ( أبو حمرة ) ( أو ... ) ومن جهة أخرى لا أحرم هذه الطيور من رزقها الذي قسمه الله سبحانه وتعالى لها..
تقبلوا ودي..
حسن.
----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 9-5-2004 الساعة 09:57 من قبل: محمد حمود
|
8-5-2004
22:13
|
|
ابن البيادر
عضو مميز
|
قصة رائعة أرجو من أبو محمد علي إرسالها إلى موقع "أدباء الشام" إن لم يكن قد قام بذلك.
الأديب القاص لايذكر القصة لأنها قصة للتسلية و لكن لأن لها اسقاطات فكرية واجتماعية عديدة. و هذا مايميز الأديب عن الحكواتية. و قد أبدع أبو محمد علي في قصصه و شعره في التركيز على عيوبنا الفكرية والاجتماعية. وهو معروف بهذا ولاحاجة له بمدحي هذا.
للقصة اسقاطات عديدة أهمها:
1- الوهم من أهم الأسباب التي تعطل قدرات الفرد ومواهبه, وبالتالي يسهم الوهم في التخلف والتبعية التي نشكو منها ليل نهار. تحرر من الوهم تتحر مواهبك وتتفتح.
2- في القصة نجد أن الفزاعة موجودة, ولكن هناك حالات عديدة لاتوجد فيها حتى الفزاعة إلا في عقل "الفزعان". و هذا سبب آخر يحجّم قدرات بعض الناس و يقبر مواهبهم. إن من اسوأ الناس الذين يضعون أنفسهم في سجون وهمية و يبدعون في وضع الجدران حولهم حتى تصبح القوقعة أقل سماكة من هذه الجدر. إن استخدام "بلكي" و "لو" و "يمكن" و "ليقوم يصير هيك" بكثرة من بعض الأشخاص يدل على انهم احترفوا بناء الجدر وقبروا أنفسهم أحياء.
3- أن الاستسلام لما يقوله الناس بدون استجواب منطقي يؤدي إلى زعزعة الشخصية, وبالتالي الإيمان. فكر فيما يقال ببساطة ومنطقية ولاتخجل من الأسئلة التي هدفها الوصول إلى المعرفة والحقيقية. إن الخجل الذي انتاب الشخص في القصة في اليوم التالي أكبر من أي خجل يمكن أن يقع فيه لو قام ياستجواب القصص التي سمعها في الليلة السابقة.
4- في حياتنا فزاعات كثيرة تسيطر علينا وتربّطنا من المدرس و المدير في المدرسة الابتدائية إلى رئيسنا في العمل إلى كبار الساسة والمسؤولين. ترى ماذا سيحصل لتفكيرنا لو بدأنا نفكر بأنهم مجرد "فزاعات"! كل ما علينا أن نعطيهم حجمهم الحقيقي حتى نعرف الحجم الحقيقي لعقولنا ومقدراتنا.
5- أن لاختيارنا لمن نصاحب ونجالس واختيارنا لأحاديثنا دور ضخم في يناء شخصياتنا وزيادة فعاليتها و اكتشاف قدراتها و تفتح مواهبها. اختر الجلسات و الأحاديث التي تفتح المواهب وليس تلك التي تقبرها.
ابن البيادر
(و لاتنسوا فزاعات البيادر في الصيف)
|
10-5-2004
00:13
|
|
محمد حمود
مشرف
|
كقارئ عادي أعجبتني القصة، والغريب هو أنني شعرت وأنا أقرأها بالبيئة التي تجري فيها الأحداث، فقد شعرت أن البطل كان يسير في البداية في زقاق الجناين في قارة، وأن الشجرة التي عليها الفزاعة هي إحدى الأشجار الموجودة على جانب الطريق بعد الجسر، يعني أحسست أن حمدي كان يسهر عند صديقه في الحارة الشمالية بينما يقع بيته في الحارة الفوقا -الغربية- فاختار أن يستخدم زقاق الجناين كطريق مختصر
بعد أن شعرت بذلك، تذكرت أن النقاد يقولون أن بيئة القصة هي من العناصر المهمة، وأن الكاتب الذي لايعرف بيئة القصة التي يكتبها تأتي قصته فاقدة الكثير من صدقها...
شو رأيك بما شعرت به يا أستاذ أبو محمد؟
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 10-5-2004 الساعة 21:18 من قبل: محمد حمود
|
10-5-2004
21:15
|
|
أبو محمد علي
عضو مميز
|
( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله )
من المؤكد أنه لا صلة لك بمرجانة ولا بشمهورش ( ملك الجن الأحمر ) حتى يخبراك
بما دار في خلدي فلا بد أنك من أصحاب النفوس الصافية والأرواح النقية القادرة على
التأمل ، ومن الذين تتحقق فيهم هذه الشروط :( الأولياء الصالحون ) .
فــ : دستور من خاطرك يا شيخنا .
|
11-5-2004
01:02
|
|
أبو محمد علي
عضو مميز
|
إلى ابن البيادر
أجدت الدراسةإجادة أبعدتك عن (الحوابين) في التخشين والتنعيم ، ووظفت الفزَّاعة بما يحمي الحبَّ ويحرر نا من الفزع، وأجدت الذراية باستخدام المذاري الخشبية الرقيقة ، مستفيداً من نسمات الزمراني الليلية الحالمة .
ففصلت الحبَّ عن السنابل ، وصنفت الأَصلَ والتبن والعور كل في مكانه المخصص والمناسبن في الشلف والخيَش والأكياس.
ومددت بسطك الحمراء في أرضية المصول لتنقية الحب من الغبار والحصى( والزميلة) التي حجزتها بمناخلك الناعمة ، فأرسلت للطاحون حباً نقياً يتلألأ كالذهب ويسبح الخالق بما وهب، وقدمت لنا خبز التنور المنور الرائع الشهي(طعمة للآكلين)
حللت ووظفت رموز القصة بحرفنة عالية ، تظهر ما لتلك البيئة العملية الفاعلة من أثر في صياغة العقول الناقدة الواعية.
فشكراً للك ولتلك البيادر التي قدمت أمثالك فأجزلت لنا العطاء.
|
11-5-2004
13:30
|
|
ابن البيادر
عضو مميز
|
لابد أن الجميع يغبط أبو محمد علي على تذكره لهذه التفاصيل وتذكره لأسماء الأدوات بعد 25 سنة من الغربة. و لاشك لدي بأنه يتشوق ويتحرق لحمل مذراة في فجر يوم صيفي في بيادر وادي بصل, لينثر القمح في وجه الهواء العليل ليصبح نثر الحبِّ حُبا و فصل "الأصل" أصلا.... وركوب المورج أحسن من ركوب السيارة!
و لكن لاغرابة, فهو أبو محمد علي!
ابن البيادر
|
11-5-2004
15:06
|
|
جميع الأوقات بتوقيت قارة | الوقت الآن:
الثلاثاء
19/8/2025
16:47
|
 |
|
|
|
منتدى الحوار
>>
منتدى الحوار العام
|