منتدى الحوار  >>  منتدى الحوار العام  >>  عندمـا بكـى والـدي

الكاتب

الموضوع

محمد حمود مشرف	عندمـا بكـى والـدي عندما بكى والدي... كانت تلك هي المرة الأولى التي أرى فيها دموع والدي، والمرة الأخيرة التي أرى فيها والدي. وقف السرفيس على باب الدار، ودعت الجميع، عانقت والدي وقبلته وقبل أن أدير وجهي باتجاه السرفيس تفاجأت به يجهش بالبكاء... هل كان لديه إحساس بأنها ستكون آخر مرة يرى فيها ابنه؟ ظللت طوال الطريق إلى مطار دمشق أعيد استعراض ذلك المشهد باستغراب. لقد كانت رحلة عودتي إلى الغربة بعد أول إجازة لي مدتها أسبوع واحد وبعد عامين من الاغتراب. لماذا يبكي الآن؟ ولماذا لم يبكي عندما سافرت للمرة الأولى قبل عامين؟ عادت بي الذاكرة إلى ما قبل عامين عندما وصلت دارنا عائداً من دمشق. وجدته عند الباب يستقبلني بدون ابتسامته المعهودة، قال بصوت مبحوح "وصلتك الفيزا"... هل كان يعلم أن أيامنا معاً فد شارفت على الانتهاء... كنت أنا وقتها في غاية السعادة فقد وصلت الفيزا ووصل معها طوق النجاة، بينما كان هو في غاية الحزن لأنه سيودع ولداً آخر، وهو الخبير بالغربة، العالم بمآسيها... بعد أشهر من مغادرتي توفي والدي رحمه الله. اليوم وعندما أقراً قصيدة "دموع الحب" للشاعر أبو جمال حيدر، أتذكر ذلك المشهد من جديد وأشعر أن والدي يخاطبني... وإنني لأخشى اليوم الذي سيتركني أولادي فيه أموت بصمت وهم عني بعيدون... ولادي ســافـروا وحــدي دشّـرونـي ودمــوع الـحب تـهطل مـن عـيوني خــــاف يــطـولـوا الـغـيـبـة عــلـيـي ويـجـوا عـالـدار فـيـها مــا يـلاقـوني أنــــا ربـيـتـكم تـــا عــيـش مـعـكـم هـــيــك بـهـالـسـهولة بـتـتـركـوني بــآخــر هـالـعـمـر صـفّـيـت وحـــدي ولادي مـــــن بــعــيـد يـراسـلـونـي أنــــا بــــدي ولادي تــكــون حـــدّي إذا الـعمر انقضى عشان يودعوني وصـيـتـي إن مــت لاتـبـكوا عـلـيي ادعـــولــي وبـالـفـواتـح تــذكـرونـي رحمك الله يا أبي. تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 7-9-2007 الساعة 00:11 من قبل: محمد حمود
6-9-2007    23:26
محمد حسين الشيخ عضو مميز	رحمه الله أذكر عندما التقيته رحمات الله عليه للمرة الأولى وكانت على ما أظن بعد سفرتك الأولى بعام تقريباً عندما كان يتحدث عنك وكأنه ما زال يراك طفلاً صغيراً كان يحدثني عن طبخة راس هندي هل تذكرها التي كان يقوم بطبخها لك خصيصاً ؛ يا صديقي لقد أثرت في نفسي شجوناً في ذكريا الأحاسيس كان جميل منك هذا الشعور ونسأل الله يتغمده بواسع رحمته
6-9-2007    23:40
أبو مصطفى	رحمه الله فقد كان رجلاً. ---------------------------------- قارة ليست مدينة نعيش فيها ........إنها مدينة تعيش فينا
8-9-2007    20:40
أحمد زين الدين عضو مميز	نفحات إنسانية رائعة مَن بنى هؤلاء الرجال لم يَمُت نِعم السلف والخلف إنها الحياة الدنيا .. آهٍ تأوّهت القلوب بفقدهم .............آهٍ تعوّدت القلوب أنينا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مرحباً أبا مصطفى .. إطلالتكَ جميلة جداً ---------------------------------- ليس العاجز مَن يملك عضواً عاجزاً أو أكثر .. إنّما العاجز هو مَن يعجز عن استخدام أعضائه السليمة بالشكل السليم
8-9-2007    21:57

جميع الأوقات بتوقيت قارة | الوقت الآن:   الخميس   21/8/2025   04:11

منتدى الحوار  >>  منتدى الحوار العام