الصفحة الرئيسية للمنتدى
|
التسجيل في المنتدى
|
تعديل البيانات الشخصية
|
قواعد الكتابة في المنتدى
|
بحــث
منتدى الحوار
>>
منتدى الحوار العام
>>
يوم من حياة موظف
الكاتب |
الموضوع |
 |
|
|
|
أبوعلي الحجي
|
يوم من حياة موظف
يوم من حياة موظــــف
أفاق عند ذلك الصباح بتباطؤ، ثم أعد نفسه بسرعة ، أعد كوباً من القهوة وبدأ يرشف رشفات صغيرة ، بعدها بلحظات بدأ يسترجع ما حصل معه البارحة فشعر بمشاعر مختلطة - لقد اختلف و مديره في العمل، بل تشاجرا ووصل صوتهما إلى الشارع- ولكنه وإلى ذلك الوقت لم يكن يدري أن هدوءه الظاهر ذاك لم يكن إلا
استراحة قصيرة وسرعان ما يعود بعدها إلى حالته الطبيعية ( بالنسبة له) وبينما هو جالس يتذكر، تلمح عينه ساعة الجدار ، ينظر فيها ، ثم ينظر ، يقول لنفسه : ياااااه لقد تأخرت ، يضع الفنجان على عجالة ، يخرج بمزاج عكر، يضغط زر المصعد بتوتر ، لم يكن أول مرة يتأخر فيها المصعد ولكن الوضع هنا متأزم لا ينقصه التأخير ،يفكر لحظة ...ينزل عبر الدرج ، درجات تتلوها درجات ، فدرجات ، يصل إلى بر الأمان وهو متقطع الأنفاس ،لم يمهل نفسه حتى يهدأ نفَسه ، استأنف الركض ، يا لحظه السعيد ، لقد أوقف سيارته البارحة في آخر الشارع بالتحديد ، يركض بسرعة وتهور كالمجنون ، بعض المارة ينظرون إليه وهو في حالته تلك ، وهو لا يأبه ،المهم أن يصل .. يصل أخيراً ، يركب سيارته ويرجع إلى الوراء، تووووت.... زمور تلو زمور كان كفيلاً بأن يطور حالته إلى أقصى درجاتها، كان هو المخطئ برجوعه بسرعة دون النظر وراءه ، وكان الذي نبهه بالزمور جاره في نفس المبنى الذي يسكن ، لقد كانا يتبادلان الاحترام والود لكن صاحبنا لم يأبه لذلك ، لقد كان مستعداً في هذا الوقت أن يضرب أي أحد كان ، فخرج فوراً من سيارته مغضباً ثم بدأ ينهر ،ويشجب ،ويستنكر، ويصف ويجسم ذلك الفعل الذي لم يره لائقاً أبداً ، لقد كان رائعاً في التعبير منذ نعومة أظفاره كما يقولون ، مما جعل جاره يسكت تماماً ، لا يهمس حتى ببنت شفه ،وكأن على رأسه الطير وملامح الاستغراب الشديد بادية على وجهه ،يركب سيارته بهدوء وينطلق بسرعة كأنه خائف منه ينظر صاحبنا إلى موقف جاره ذاك بتعجب واضح ،كان يتوقع مواجهة ما ، نسي الأمر ، كان في رأسه ملفات من القصص التي كانت كفيلة بأن تنسيه اسم جدّه ، خاصة وأن مشكلته مع جاره كان فيها ( منتصراً) نوعاً ما .
لم يرد أن يضيع الوقت أكثر مما أضاعه فيركب سيارته على عجل ، وينطلق..... متوجهاً إلى شركته ، إلى مكان كآبته ، لم يكن في يوم من الأيام متأقلماً مع مقر عمله ولكن حاجته إلى المال اضطرته لذلك ، بدأ يتذكر القصة التي حصلت له البارحة مع مديره فبدأت سرعته تزيد وتزيد ،لم يعد يستطع التحكم ، يقف على حافة الطريق ، يضع رأسه على المقود وهو في غاية التعاسة ، بل القرف ، هناك حيث وقف كان المكان مليئاً بالعصافير الجميلة ، كانت تغرد أحلى الألحان ، ولكنه كان يراها وهو في حالته تلك صوتاً نشازاً يبعث على التوتر ، زقزقة تتلوها زقزقات.. فزقزقات ، لم يستطع التحمل ولا المضي ، يجهش بالبكاء كطفل صغير ، يبكي بكاء لا كالبكاء ،
ثم يدير محرك سيارته من جديد ، كانت العصافير ما زالت تزقزق ، لم يأبه لذلك وكأن حواسه تعطلت مؤقتاً ، لم يعد يهتم بالساعة ، ولا بالوقت ، هدأت نفسه ، عاد إلى وعيه، كأنه كان منذ أفاق في الصباح لم يكن هو ، مازالت سيارته تمشي به وتمشي ... وفجأة ينوي الرجوع إلى بيته ، نعم سيرجع للبيت ولسان حاله يقول : فليفعل المدير ما بدا له ، يصل بسرعة إلى المبني الذي يسكن، لم ينتظر المصعد حتى ينزل إليه بل يصعد هو مباشرة عبر الدرج ، يصل بسرعة خيالية إلى الشقة ويدق الباب، يدقه بقوة وسعادة ممزوجتان،وكأنه عائد من سفر طويل ،
كانت زوجه قد استيقظت، عندما سمعت الباب يُطرق استغربت وقالت لنفسها
أمعقول قد عاد ، تمشي بسرعة نحو الباب وتنظر عبر عين الباب، وإذا بزوجها يقف أمام الباب من جهته الأخرى متقطع الأنفاس ، متعرّق الجبين ، تفتح الباب بسرعة. يطل عليها بابتسامة لم تفهم معناها ، ثم يدخل ويلقي جسده المتعب على أقرب كنبة له ، تستغرب لحالته تلك، تسكت برهة وتسأله عن سبب عودته ، يصعب عليه سؤالها فيبتسم ابتسامة صغيرة ثم يقول : لا شيء الحكاية كلها أنني.....اشتقت لك ،أعجبها جوابه المتهرب من سؤالها ذاك ، ولم ترد أن تلح عليه في السؤال فسكتت. وانتهى ذلك اليوم وقد أصبح في حالة أفضل .
أتمنى من الجميع أن يعلقوا على قصتي هذه ولو بكلمة .
ولكم كل الفضل والثناء الحسن .
محمد علي الحاجي - نشرتها باسمي الصريح طبقاً لتعليمات والدي الصائبة عادة .
|
1-12-2003
03:27
|
|
مشتاق
عضو مميز
|
محاولة رائعة نتمنى لك مستقبلاً باهراً
ذلك الشبل من ذلك الأسد, و ذلك الأسد تربع على عرش مملكة الشعر. فهل يتربع الشبل على مملكة القصة؟ آمل ذلك.
و السلام للجميع
|
1-12-2003
04:23
|
|
محمد حمود
مشرف
|
إن بطل قصتك يا أبوعلي قد انتصر على نفسه وتجرأ وعاد إلى بيته.
ولكن، من منا يجرؤ على أن يفعل مثل ذلك البطل؟ من منا يجرؤ أن يصرخ بوجه القهر والظلم؟ من منا يجرؤ أن يقول لا وأن يتحمل تبعات ذلك؟ من منا يجرؤ أن يتوقف عن الركض في الطريق الذي رُسم له فينظر وراءه ويقرر تغيير طريقه إلى المسار الذي يرغبه؟ من منا يجرؤ أن (يعود إلى بيته)...
|
1-12-2003
12:42
|
|
جميع الأوقات بتوقيت قارة | الوقت الآن:
الثلاثاء
19/8/2025
03:57
|
 |
|
|
|
منتدى الحوار
>>
منتدى الحوار العام
|