مرحباً بكم في مدينة قارة السورية الاثنين   18/8/2025  الساعة  07:37 مساءً Welcome to the Syrian city of Qarah
المنتدى
الصفحة الرئيسية للمنتدى  |  التسجيل في المنتدى  |  تعديل البيانات الشخصية  |  قواعد الكتابة في المنتدى  |  بحــث

منتدى الحوار  >>  منتدى الحوار العام  >>  سيكيولوجية التعتير........؟

عدد الصفحات=8:    1 2 3 4 5 »
الكاتب
الموضوع لكتابة موضوع جديد   
حنظلة القاري

عضو مميز
عضو مميز
عرسٌ......في الحارة

تتمة......


*خرجت الحاجة وكنتها إلى الحفلة, وانتظر ماجد إلى أن رمى النوم شباكه على جدِّه واصطاده بسهولة....فدثَّرهُ بغطاءٍ رقيق كما كانت تفعلُ جدته ,ثمًَّ انطلق إلى أحد أركان الحارة حيث تجمَّع الغلمان,يترأسهم زعيمهم "ربيع"البالغ من العمر ربيعه الرابع عشر والذي ثارَ على شبابهِ متعلِّقاً بخيوط الطفولة الغنية بالمرح والصفاء والسعادة ,وقد قال حين رأى ماجد:

-((ها قد قدم ماجدُ أخيراً ,الآن تمَّت الشلة, هيا يارفاق لنسرع إلى دار أبي محروسٍ عمِّ العريس ,حيث تقام حفلة العرس,سنجلسُ سويَّةً في زاويةٍ واحدة لنستمتع بجنونِ أهل الحارة وتمايلهم وتراقصهم)).

فعقَّب عليه علاءٌ "الشريد"((وسنحاول إزعاجَ الذين نكرههم من أهلِ الحارة))-وقد لقبوه بالشريد لأنه يعيش في بيت جده بعد أن انفصلَ أبويه,فيمضي طوال نهاره في الشارع هرباً من سخط وبطش جده الذي قدَّ قلبَه من صخر ذلك الجبلِ الغربي.

*خطرت ببالِ عمادٍ ذلك الفتى النشيط المتقد همة وظرافةً:

-((لماذا لايقوم أحدنا بدورِ "الغلبوص"...)).

أعجبت الفكرة ربيع فقال:

-((يا لها من فكرةٍ رائعة...لكن من سيقوم بذلكَ الدور...؟؟؟)).

فأشار عليٌّ ابن خالة صالح إلى علاء :

-((ليس أحدٌ إلاك أيها الشريد ,فأنك تعيشُ كلَّ حياتك "غلبوصاً")).

-((من...؟؟؟أنا...!!!؟لكن ليس لديَّ ثياباً لهذا الدور)).

قال ربيع متخيِّلاً منظرَ الشريد بثياب الغلبوص:

-((ههههههه...لا عليك سقيفة دارنا ملأى بالألبسة القديمة, سنختار لك منها زيَّاً فريداً من نوعه...هيا لننطلق)).

*خرج الأطفال قاصدين دار أبي محروس مكان الحفل...,فوجدوا الباب مفتوحاً على مصراعيه ,وعن يمينه وشماله صفين من أقرباء العريس يرحِّبون بالضيوف,فزع الأولاد من منظرهم وأحجموا عن الدخول....ففكَّر زعيمهم قليلاً ثمّ أمرهم بلحاقه,فدخل بهم داره التي خلت من قاطنيها ,وصعد إلى السقيفة وأحضر تلة من الثياب القديمة ثم رماها بين أيدي الصغار ليختاروا لعلاء زيَّاً مناسباً,

فقنَّعوا رأسه بجوارب نسائية ,ثمَّ ألبسوه قميصاً نسائياً مزركشاً حشوه بوسادة اسفنجية منفوشة,وألبسوه بنطالاً فضفاضاً وفوقه تنورة قصيرة ذات كسرات وزركشات ثم ربطوا له مكنسةً مثل الذيل,وأولجوا رجليه بحذاءٍ بلاستيكيٍّ ضخم ذي ساق طويلة يلبسه أبو ربيعٍ عند سقاية حقله...وبعد فصلٍ طويلٍ من الضحك المتواصل على منظر الشريد العبثي, صعد ربيعٌ برفاقه إلى سطح الدار ثم نزلوا منها إلى سطح دارِ أبي محروس الملتصقة بدار أبي جهاد...فرؤوا النور يسطع عبر فتحةٍ وسط السطح مطلَّةٍ على فسحة الدار وسمعوا أصوات الأهازيج والتصفيق والضرب على الطبلة.

أطلُّوا برؤوسهم إلى المشهد ,فرؤوا الشباب قد ازدحموا على العريس وتحلقوا حوله ليلبسوه طقم العرس وحناجرهم تصدحُ بأهزوجةٍ معدّةٍ لذلك الموقف ,ولمحوا أحد الشباب يحملُ مسلَّةً يزعج العريس بوخزاتها,ثم خرقت آذانهم زغاريد نسوة العروس الذين قدموا ليشهدوا "تلبيسة العريس".

وخلال لحظاتٍ كانَ العريس جالساً على كرسيه المزخرف بأبهى حلَّةٍ وأجمل تسريحة,والورد يتطاير من خدوده موزِّعاً ابتساماتٍ على الجميع الذين تحلَّقوا على مدار الباحة الواسعة بثلاثة صفوف من الكراسي توزَّع عليها الحاضرون,...فالعريس في صدر المجلس,وعن يمينه الرجال الذين ارتدوا جميعاً "شماغاتهم"الحمراء وفوقها "العُقُل"

وعن شمال العريس الشباب والفتيان الذين ثارت دماؤهم وغلت فتورَّدت وجناتهم ولم تفتر راحاتهم عن التصفيق أملاً في أن تلتفتَ إليهم إحدى الفتياتِ اللواتي اختبأنَ خلفَ ظهور ِالنساءِ الكبيرات مقابل العريس,وبدأن يتهامسنَ ويتغانجنَ بضحكاتٍ حييَّة.

ووسط الساحة شابٌّ عريض الشاربين يدهش الجميع بتمايله وخفَّة حركته لذا سمَّوه"الراقوص"لبراعته في الرقص ,وظلَّ محتدماً في رقصته إلى أن تصبب العرق من جبينه وفترت همَّته وتثاقلت خطاه,فأمر ربيع رفيقه علاءَ بالنزول إلى الساحة ,ولما وجد منه التردد دفعه عبر الدرج,ثمَّ تسمَّرت عيون الصغارِ نحو الساحة يرتقبون ظهور رفيقهم الغلبوص فيها.

ثمَّ دخل الشريد كما الكائن الغريب إلى وسط الساحةِ فضجَّ الجميع وهاجوا ,وفهم ضارب الطبلة القصة فراح يسرع من وتيرة القرع,بينما أخذت الرجالُ نوبةٌ من الضحك,والشُّبَّان حماسةٌ لا مثيلَ لها في التصفيق ,والنساء ولاويلهن التي تتصاعدُ كلما اقترب الغلبوص من إحداهنَّ.

*كان الشريد يتنطط مثل السنور البهلوان في الساحة,ويحرِّك خصره بطريقةٍ تجعل المكنسةَ تتلوَّى بمنظرٍ يُرغم الجميع على الضجيج بالقهقهة......يُتبع.
8-5-2007    13:04
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حنظلة القاري

عضو مميز
عضو مميز


8-5-2007    14:00
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حسن البريدي

مشرف
مشرف


العوافــي ..

نعم .. بيشتغــل سطل زريعــة .. مع بعض التعديلات .. غير الجوهريــة .. في التوصيــل ..

ممكن رقــم حسابك .. حتى ننقذ الكمبيوتــر .. وللحفاظ على السيكولوجيــا ..الممتعة .. خاصة التعتيــر .. خاصتك ..

مراحب.




----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
8-5-2007    15:04
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
خير انشالله

عضو مميز
عضو مميز


السلام عليكم

تحياتي للجميع..


بالنسبة إلو.. بيشتغل سطل زريعة .. بس بدك تشوف الزريعة أول....


بالنسبة إلك.. شو بدك تشتغل من بعدو...


شكراً لكم ولرحابة صدركم

----------------------------------
انشالله خير.....
8-5-2007    23:02
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حنظلة القاري

عضو مميز
عضو مميز




على فكرة هذه أكثر صورة تعترتُ في تحميلها ورسمها


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 10-5-2007 الساعة 00:42 من قبل: حنظلة القاري
10-5-2007    00:40
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
خير انشالله

عضو مميز
عضو مميز


السلام عليكم

تحياتي للجميع..


الفكرة إنو بيطلع بإيدك..

لا تنس إنك نفضت الموقع بزمانك.. وحسستنا بدفا اشتقنالو.. بعد ما كان يغمرنا هون بألد أيام الشتوية..


أولتك.. صوبتنا.. صار بده نفض شي..

عبِّر..

أخوك أبو الخير.

----------------------------------
انشالله خير.....
10-5-2007    01:03
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
محمد حمود

مشرف
مشرف


الصورة غير ظاهرة عندي يا حنظلة.

يفضل تسمية ملف الصورة بحروف انكليزية وعدم وجود فراغ في الاسم.
11-5-2007    00:20
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حنظلة القاري

عضو مميز
عضو مميز
مواهب قارية

أخي المشرف الصورة أصبحت في بريد الموقع,وهذه الصورة هدية لك.

11-5-2007    18:42
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حسن البريدي

مشرف
مشرف


تحياتــي ..

مرحباً أخي حنظلة .. صورة معبرة ..

وقد أعجبني وضع يد قائد الدراجــة في جيبة ..
ولكن - الرفراف الخاص بالعجلة الأماميــة يجب أن يكون مرتفعاً أكثر إلى أعلى حتى يكون - جبلــي - حق .

العوافي .


----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
11-5-2007    18:55
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حنظلة القاري

عضو مميز
عضو مميز


سلامات...

أبو الخير الرجل الذي يحمل قنابلاً تتفجر بالخير,

((بعد ما نفضت الصوبة بدعو كل الموئع لنعمل حملة تعزيل عامة ........

شو ....شباب جاهزين.....))

*أدعو يعرب أن ينفض الغبار عن مقامته فلن يحكَّ جلده سوى ظفره.

*أدعو مسعود أن ينفض الغبار عن كيبورده "صار لك زمان ما زدت شي على مدونتك...شو الإصة ...ليكون شغلك الإشراف....أنا بطلب من هلئ إقالتك

*أدعو الباشق أن ينفض الغبار عن مضافته ويقترح لنا الضيف الجديد.

*أدعو أبا المجد أن ينفض الغبار عن حكايات جده وسته قبل أن تصير في عداد الحكايات المنسية.

*أدعو إيفان أن يعود ينفض الغبار عن شاشته ويرى السيكولوجيا في مقدمة المواضيع.

*أدعو أبا خالد أن ينفض الغبار عن اسمه الذي قتله غيلة ,ويعود إلينا مشاركاً فعليَّاً

*أدعو شباب اللعبة أن ينفضوا عنها كلمتي(شباب وبنات) أو ينفَضُّوا عنها ,و لاتجعلوني أشعر بالندم لأنني أرجعتها إليكم ......((منشين الله راجعوا أرشيفها وقارنوا بين الماضي والحاضر..... ))

*أدعو الجميع أن يحملوا مكانسهم ومماسحهم وسطولهم ونشافاتهم....لتكون حملة تعزيل عامة للمنتدى قبل عيد ميلاده........

شكراً لكم .....وإلى السيكولوجيا نعود ولكن......بعد الفاصل.
11-5-2007    19:18
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حنظلة القاري

عضو مميز
عضو مميز


سلامات أخي المشرف .

هذه الدراجة من نوع "صحراوي" وهي الموضة في هذه الأيام
11-5-2007    19:20
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
مسعود حمود

عضو مميز
عضو مميز




السلام عليكم ..

شكراً لدعوتك يا حنظلة .. المشكلة في هذه الأيام أنني بحاجة لنفض الغبار عن تلافيف دماغي ،وليس عن الكيبورد ..

أعدك بحملة( تعزيل ) ذاتية قريبة ان شاء الله


----------------------------------
مدونتي
11-5-2007    20:25
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابو المجد

عضو مميز
عضو مميز
الحق معك

على ما يبدو أنّ هذه الأيام لا يكفي فيها الزمن للقيام بكل ما على الإنسان من التزامات , البعض تشغله الدراسة فهذه أيام فحص والبعض يعاني من ضغط العمل مثلي وقد يكون هناك أمور أخرى , بالنسبة لي لم أنقطع عن متابعة الموقع رغم ظروفي أشكر لك هذا الاهتمام والذي جعلني أقتطع فيه وقتاً للرد , أما الغبار فإني أعيش فيه وقد يكون معي آخرين فلا نرى بعضنا ضمنه عسى أن يُنفض عنا هذا الغبار يوماً.
أخوك الحبيب أبو المجد


----------------------------------
كن جميلاً ... ترى الوجود جميلاً
11-5-2007    20:46
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
خير انشالله

عضو مميز
عضو مميز


السلام عليكم

تحياتي للجميع..


لاحظت في صورة حنظلة "العصماء".. في رسماته و بريشة فأرته.. أنه يلبس ثياب "قارة دوت كوميَّة" بامتياز من حيث الألوان.. حيث البنطال باللون الغامق.. والقميص باللون الفاتح..ولا تحمل أي تفاصيل.. هادئة من الخارج.. وداخلها صاخب جداً.. تماماً .. مثل قارة دوت كوم.... حتى التعليق داخل البالون... هو شعار لـ "قارة دوت كومِّي" أيضاً... وكل شئ حتى الآن تمام...

لكن ما لفت نظري هو القبعة.... طاقية البشمركة.. باللون المازوتي العسلي الدارج أكثر من غيره.. كيف أصبحت شعاراً.. للتعتير الحنظلي... وتلاءمت معه..؟؟

أيضاً.. ما سبب اختيار "صبَّاط" أحمر يشبه كثيراً حذاء سندريللا المعترة قبل أن ينقذها الأمير من براثن التعتير و الأخوات الكبار "مصاصي دماء الصغار"...... ..؟؟؟

هل ترى حالنا في الموقع "هذه الأيام" تماماً مثل حالتك.. معلَّقين بمن يضع يده في جيبه ويقود بيدٍ واحدة..

أم أنك ترى معي أنه آن الأوان.. لتضييع "فردة ما " .. حين تنطبق العقارب..... فينتهي التعتير هنا حين يجدها فارس أحلام ما...

أم أنك.. وبعد تجربتك لهذا الأمر.. باستمرار تعتيرك بعد ضياع فردتي صباطك منذ زمان.... ترى أننا سنصبح "حفاةً" يوماً ما.. و تنفدى الصورة..



شكراً لكم و لرحابة صدركم..

أخوكم أبو الخير..

----------------------------------
انشالله خير.....


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 12-5-2007 الساعة 20:19 من قبل: خير انشالله
12-5-2007    19:43
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حنظلة القاري

عضو مميز
عضو مميز


سلامات ...

أحييك أخي أبا الخير على التفاتتك الكريمة...استطعتَ إن تصل في رسوماتي إلى

ما لم أستطع أن أصل إليه أنا ....حتى ظننتُ أنك الرسام وأنني المتفرج.....

ولكن أظل أنا حنظلة القاري المتسكع ولستُ ساندريلا ولا فارس أحلامها ....

إلا إذا وجدنا الحل لمثل قصة ساندريلا اللاحقة لهذه المشاركة....إقرأها جملةً

وتفصيلاً ثم أعطني رأيك ونقدك.....أخوك حنظله
13-5-2007    23:23
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حنظلة القاري

عضو مميز
عضو مميز
عرس في الحارة...تتمة

لم يلبث علاء الشريد إلا قليلاً ثمّ خرج من باب الدار مسرعاً تلحقه عيون الجميع حيارى في شخصية هذا الصبي المضحك.

ثمّ ولج إلى دار أبي ربيع ليخلع زيه ويلتحق برفاقه على سطح دار أبي محروس.

عاد الراقوص ثم بدأ بشدِّ الشباب إلى الرقص,وبعدها أعانه بعض الشباب إلى ساحة الرقص ,ثمّ أبَوْ على زوجته إلا أن ترقص معه فقامت بعد فصلٍ من الحياء المصطنع وتعظيم الأيمان بأنها تجهل الرقص ,فإذا بها تميس كما الظبية في البيداء عندها اشرأبَّ قارع الطبلة والمغني ,فتسارعت رشقات أنامله وصدح الآخر بأغنية عتيقة حماسية وسريعة الإيقاع ,وبدأت تلك المرأة التي أظهرت براعتها في الرقص ,بشدِّ الفتيات والصبايا إلى الساحة وكأنها قد تآمرت مع الشباب الذين ينتظرون ذلك المشهد بفارغ الصبر ,بينما تخدَّرت النخوة في الصدور الرجال الذين تظاهروا بالإغفاء والغفلة عن المشهد وقد خدعوا أنفسهم بأن الحاضرين ما هم إلا أسرة واحدة,متناسين ثوران الشباب وغليان الدماء في عروقهم,

حتى إذا نزلت الصبايا إلى الفناء ,ثمَّ شبَّكن بأيديهن بادئاتٍ بدبكةٍ خفيفة,وخطوات حيية متهادية,سرعان ما تغشّى دبكتهم الشباب ليشعلوها دائرةً من النار تلهبُ العيون وتخدش العقول في التنازل عن إزار الحياء,وهاج الجميع بدورانٍ متمايلٍ وقفز ٍ متّقد وضحكات وتبادل غمزات.

أطلَّ الشريد إلى الفسحة فرأى أحد الشباب قد أمسك بيد (أروى)أختَ عمادٍ في الدبكة فحاول وضع غيرة صديقه على المحك وهو يقول له:

-((انظر يا عماد ذلك الشاب المعتوه "عطية"قد أمسك بيد أختك في الدبكة ,وها هو أبوك يشخر غاطَّاً في نومه غافلاً عنه)).

صعد الدم إلى رأس عماد وثارت في صدره غيرةٌ فطرية وليدة, فحمل حصاةً وصوبها إلى كفِّ عطية الممسكة بيد أروى ثمَّ رماها فإذا بها تصيب كفَّ أروى الناعمة الحسَّاسة ,فتألمت وقطبت حاجبيها وكلُّ ظنها أن عطية قد قرصها في راحتها فباغتته بصفعةٍ على وجهه جعلته يتمنى أن تشقُّ الأرض وتبتلعه هرباً من إحراج هذا الموقف ,ثمَّ خرج وخرجت أروى من حلقة الدبكة بينما انفجر الأطفال بالضحك ثمَّ تجاهل عطية الموقف وعاد إلى الدبكة متمنياً أنه لم يلفت أنظار أحد.

بعد هنيهة شعر الرجال باشتداد هيجان الشبان فاستيقظ في صدورهم شيءٌ من النخوة التي كادت تُغتال تلك الساعة ,وقاموا ليهدئوا الموقف فدخلوا في الدبكة وفصلوا بين أكفِّ الشباب وأكفِّ الفتيات .

وعندها أُحبط الشباب فتوانوا عن الدبكة وتركوا حلقتها وجلسوا متفرِّجين.

إلا أن عصبةٍ منهم اتجهت إلى الخارج لأمر ٍسوَّلته لهم أنفسهم ....فلفتوا نظر الفتى ربيع الذي قال لرفاقه:

-((أرأيتم مجموعة الشبابِ التي خرجت الآن...لابدّ وأنهم يدبِّرون لأمر ٍما ...ما رأيكم أن نلحق بهم...؟؟؟))

فقال عليٌّ مرتعباً:

-((لا والله...لن أبرح مكاني ...فإن جنباتِ جلدي لا زالت تئنُّ من ضرباتِ خرطوم الحمام بالأمس...))

ووافقه عماد على المكوث قائلاً:

-((وأنا سأبقى مع علي ,لأراقب ذلك المعتوه عطية فإني لا أريد أن تخلو له الساحة دونما رقيب)).

فالتفت الشريد إلى ماجد :

-((وأنتَ يا ماجد,ما بك...؟؟؟؟هل أرعبتك الظلمة ...لاتخف فأنا"أبو الليل" معك, قسماً إن سواده ليفرُّ من عينيَّ القاتمتين...)).

صاح عندها ربيع الذي أطلَّ إلى الشارع :

-((هيا يا رفاق ,لقد صعد أولئك الشباب دراجاتهم الجبلية واتجهوا نحو البساتين)).

يتبع
13-5-2007    23:25
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حنظلة القاري

عضو مميز
عضو مميز
عرس في الحارة...تتمة(3)

فأسرع علاء وماجدٌ وراءه إلى الشارع عبر الأسطح بينما بقي عليٌّ وعمادٌ يتفرجون على الحفلة التي خلت من الشباب والصبايا وبقى الرجال يترنحون بخطا متثاقلة في الوسط واستمروا بذلك إلى أن تراخت مفاصلهم وانصبَّ العرق على جباههم,فأوقف الغناء والإيقاع وأُعلن فاصلٌ من الراحة ,ثمَّ جلس الجميع كلٌّ مع جماعته يحتسون الشاي ويفتحون ضروباً من السوالف تختلف باختلاف الجماعة...وظلَّ الطفلين منشدهين إلى الساحة يحاولان استراق السمع وقد نسيا رفاقهما المغامرين ...هؤلاء الذين اتجهوا إلى البساتين لاحقين شرذمةً الشباب مستكشفين خبرهم...رؤوهم يركنون دراجاتهم أمام بستانٍ لم يسوِّره سوى حائطٌ ترابيٌ متهالك تتخلَّله بعض الثغرات,اقترب الصغار من البستان وقد لفَّ وشاح الظلام الغوغائي كلَّ المكان,وأطلوا من إحدى الثغرات فرؤوا الشباب مجتمعين حولَ نار ٍأوقدوها غارقين في قهقهاتهم وسوالفهم ,دنا الأطفال من مجلسهم ثمَّ قبعوا خلف جذوع المشمش اليابسة يسترقون النظر والسمع وقد دثَّرتهم الظلمة وخبَّأتهم.

سمعوهم يتحدّثون عن العرس وصباياه وعن مفاتنهم وعن رقصاتهم ,ثمَّ خرَّشت في أنوف الصغار رائحةٌ قويَّة ,عندها همس ماجد في أذني صاحبيه مستفسراً:

-((ما هذه الرائحة...؟؟؟إنها تشبه رائحة فم أخي الصغير ماهر عندما يستيقظ من النوم )).

أجابه الشريد:

-((لعلهم أحرقوا شيئاً غريباً في النار فانبعثت منه تلك الرائحة المزعجة...))

أعرض ربيع بوجهه الذي غابت ملامحه,عنهما ساخراً:

-((أنتم دراويش ما زلتم غلماناً...بعد قليل سأريكم من أين انبعثت الرائحة)).

مكث الشبان قليلاً الذين كانوا ثلاثة رابعهم مستقبلهم ..قليلاً ثم قاموا يتضاحكون وقد أسند كلٌ منهم كتفه على الآخر ...فقال الذي استقبلهم لأحدهم:

-((هيه...لاتنسَ سلاحك)),ثم أعطاه شيئاً ما لم يعرف كنهه,

وخرجوا يتمايلون وتتعالى ضحكاتهم ,حتى أنهم مرُّ بجانب الأولاد ولم يشعروا بوجودهم.

اقترب الصغار من مكان الجلسة بعد أن سمعوا هدير الدراجات النارية المنطلقة...كانت جذوة النار لم تخبو بعد حولها قطعٌ من الحطب وأعداد من عقائب السجائر المنثورة والمختلطة بقشور المكسرات ,وزجاجاتٌ في أسفلها شرابٌ قاتم اللون تنبعث منه تلك الرائحة الكريهة,فأشار ربيع بسبابته إليها وقال:

-((هذه الرائحة التي اشمأزَّت منها أشعار أنوفكما,إنها الخمرة اللعينة...))

أردف ماجد وقد أصابه إحساسٌ غريب:

-((لقد سمعتُ جدي يقول أن شارب الخمرة يدخل نارَ جهنم )).

فحمل الشريد زجاجة الخمر يتأملها وقال:

-((أنا سأدخل إلى النار...هذه وصية جدي لي كان يوصيني بها عندما يطردني من بيته فيقول:"اغرب إلى نار جهنم أيها الشيطان")).

ثمَّ قرَّب الزجاجة من فمه يريدُ أن يتذوق طعم هذا الشراب....فأجفلته قدم ربيع التي ركلت الزجاجة من بين يديه وهو يصرخ:

-((ماذا تريد أن تفعل أيها المخبول..)).

-((لقد أفزعتني ..تباً لك..))

-((ألم ترَ ما فعل هذا الشراب بأولئك المهربين..؟ألم ترهم يترنحون كالمجانين)).

قال ماجد مستغرباً:

-((مهربين....أليسوا تلك القافلة التي تهزُّ البلدة بهدير سياراتها عندما تطفأ الكهرباء في الليل,بالأمس رأيتُ واحداً منهم كاد أن يسحقني بدراجته ذات السرعة المهولة...))

أجابه ربيع:

-((هم كذلك ياصالح وقد أصبحوا تنظيماتٍ وفرق........هيا لنخرج من هنا قبل أن يرانا أحدهم...))وانطلقوا مجدداً إلى حفلة العرس.



تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 14-5-2007 الساعة 10:57 من قبل: مسعود حمود
13-5-2007    23:26
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حنظلة القاري

عضو مميز
عضو مميز
عرس في الحارة...تتمة(4)

كان الرجال قد شكَّلوا وفداً انطلق إلى دار أبي العروس يستأذونونه باصطحاب ابنته إلى بيتها الجديد,وخرجت النسوة والصبايا مكدَّسة في الحافلات إلى دار العروس ولحقتهم زمامير الدراجات والسيارات تتردد أصداؤها في جنبات البلدة معلنةً عن أزوف انتهاء عرس ٍ آخر في الضيعة ,لم تلبث أن عاودت وجهتها نحو دار أبي جهادٍ حاملةً معها الياقوتة المنتظرة من الجميع ألا وهي "العروس"

أطلَّ الطفلان (عماد وعلي)برأسيها إلى الشارع فشاهدا سيارة مزركشة مزينة بالشرائط والزهور والبالونات المتضاحكة وخلفها ثلاث حافلاتٍ غصَّت واختنقت من انحشار النسوة بداخلها وتشابك سوالفهن.

توقفت السيارة عند باب دار أبي جهاد وفتح بابها فخرجت العروس مغطِّيةً حلَّتها بعباءة ٍسوداء التفَّت بها كما الدرَّة المختبئة في قبضة الصدفة من أعين كلِّ من سوَّلت له المساس بعفتها وطهارتها,ردفها حشودٌ من النسوة تدخل كالموج المتلاطم إلى الدار.

انتقل الطفلان من سطح دار أبي محروس ٍإلى سطح دار أبي جهاد ليطلا من فتحته السماوية على المشهد الجديد.

فبهرت أعينهما طلّة العروس التي استوت على كرسيها حولها زكشاتٌ وزخرفاتٌ منمقة من الأزهار والأنوار المتلألئة ,كانت العروس تبعث أثيراً من الجمال يسحر أعين الطفلين التي شُدهت لبريقها وتلألئها كاجتماع نجوم الثريا...وهي تستقرُّ تحت لحظيهم ويتربَّع البدرُ فوقهما,كأن قرصه المشتعل بياضاً قد بدأ يتقزَّم ويصغر ,النور منه يخفت ويخبو خجلاً من سنا وهج الجمال المنبعث من كلِّ جوارح العروس...من عينيها النجلاوين تحاكيان سريان وشاح الليل, من وجنتيها المتطاير منهما ورداً يفسِّر للعالم السفلى معنى سحر الحياء وفتنته...من أشعار ناصيتها الحريرية التي ترسم على جبهتها المشعَّة كالشمس مروجاً من القطائف السندسيَّة الموشَّاة بخيوط النور...من إغفاء النرجس على راحتيها المتدثرتين بقفازين مزركشين ينعقدان عل معصميها بزهرتي قرنفل...من انبعاث فستانها النوراني كطيفِ ملاكٍ أطلَّ بطرفه من السماء العليَّة نحو الأرض وعطشها إلى سحائب الحسن.

انطبعت تلك الصورة الرائعة في ذهني الطفلين وأسرَّت إلى قلبيهما بأنها رمزٌ للجمالِ ومقياسه ,ثمَّ خبَّأا رأسيهما عندما شعرا أن العروس بهيبتها رفعت بصرها نحوهما,فأحاطت بنظراتهما وخطراتهما دوناً عن جميع حشود النساء اللواتي حولها...وفي الحقيقة أن العروس لم تنظر إليهما أبداً...لكن تعشَّق فطرتهما للجمال تجعلهما يظنان أن الأثير المنبعث من حسنها يحيط ويهيمن على الخطرات وأحاديث النفس...

أيقظ الطفلين من سكرتهما الفطرية صوت الشباب الذين حملوا العريسَ على أكتافهم ومشوا به في موكب عراضةٍ بغناء ٍوتصفيق باتجاه الدار التي استقرت فيها العروس...أسرعا ليطلا برأسيهما إلى الشارع فشاهدا عصبةَ الشباب الذين لحقهم رفاقهم ..جاثمين على درَّاجاتهم النارية مشرِّعين بنادقهم إلى السماء منتظرين خروج العريس من دار عمه ...فلمَّا خرج محمولاً على الأكتاف ...ضغطوا على أزندة بنادقهم فتطاير الرصاص منها مرشوشاً يصاحبه دويٌّ هزَّ أركان البلدة الغافية جمعاء فأيقظ أهلها الهاجعين إلى سكنتهم ففتحوا عيونهم المنهكة من تعب النهار ِوحرَّكوا ألسنتهم شتماً وسبَّاً على الذين أرَّقوا أجفانهم تلك الليلة....وكان فؤادي الطفلين قد طارا مع تطاير النار ..وانحلَّت مسامير ركبهما خوفاً وفزعاً من شرر الرصاص الذي كان يمرُّ من بين عيونهما ,وكاد يخرق جبهتيهما لولا سترُ الله لهما.

ظلَّ الشبان ضاغطين على الأزندة حتى فرغت المخازنُ من الرصاص ...فانفتل أحد شباب العريس عن الموكب وقد اتقدت عيونه وتطايرت شرراً غضباً وحنقاً مما فعله هؤلاء المستهترون السكارى..واتجه نحوهم صارخاً بالشتم والمسبَّة لهم ولحقه باقي الشباب بعد أن أدخلوا العريس إلى دار أبيه على عجل...منهم من أراد فكَّ الإشتباك ...ومنهم من قصد تأييد الثائر في نقمته على أولئك المهربين...وتعالت الصيحات حتى طرقت أسماع النسوة فخرجن ناسيات ٍ العروسين ليشاهدن ما يحصل في الخارج...واستمرَّت المعركة دائرة إلى أن استطاع بعض الرجال فكَّ أوئكم السكارى من بين أيدي الشباب المتوعدة بالضرب والتنكيل ...ثمّ هدأت الأفئدة بعد أن فرَّت العصبة العابثة بجلدها ..فتفرَّق الشباب ليكملوا ما تبقى من الليل في سهرة ٍ يتحدثوا فيها عن المعركة التي حدثت ,وذهب الرجال كلٌّ إلى فراشه ....بينما دخلت النسوة إلى العروسين يزغردن لهما ويغنين ويرقصن ...وعاد الطفلان فأطلا على ساحة العرس الجديدة ..ليريا النساء يرششن بتلات الزهر على رأس الالعريس وهو يرفع الطرحة عن وجه عروسه لتستقبله عيناها السوداوين بابتسامةٍ حييَّةٍ نديَّة...وهو يذوب هياماً بسحرها فتذبل أجفانه ..

13-5-2007    23:28
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حنظلة القاري

عضو مميز
عضو مميز
عرس في الحارة...تتمة(5)

فاجأ الطفلين صفعتان على رقبتيهما جاءت من خلفهما وصوتٌ طرق سمعيهما:

-((إلام تنظران أيها الثعلبان....))..أجاب عماد بدهشة

-((من ...؟! الزعيم!! تعال وشاهد)).

نظر جميع الأطفال إلى ساحة العرس فرؤوا النساء والصبايا محيطات ٍبالعروس المشرقة بابتسامتها وبريق عيونها وتورُّد وجنتيها ..والعريس الذي احمرّ خجلاً بين ازدحام النسوة .

في تلك اللحظة ...وقفت سيارة أمام دار ٍأبي جهادٍ وقُرع الباب...فخرجت إحدى النسوة لتفاجأ بعناصر الشرطة المتسمرين على الباب ...وبصوتِ رئيس المخفر:

-((أين رجل البيت...؟؟))

لم تجد بُدَّاً من مناداة العريس الذي كان الرجلَ الوحيد في الدار ساعتها ...فخرج يشقُّ جموع النساء ولحقه الأطفال مطلين على الشارع...فقال له رئيس المخفر بحاجبين مقطبين وصوتٍ صارمٍ أجش:

-((من الذي كان يطلق العيارات النارية هاهنا..؟))

-((وما أدراني أنا..؟؟!!ألا ترى أنني العريس في هذا الحفل...))

سمع الصراخ أبو العريس وعمه في مجلسهما فخرجا مسرعين وشاهدا الشاب غارقاً في جدال ٍمع رئيس المخفر..فبادر أبو جهاد بالقول:

-((يا سيدي دعه ولا تفسد عليه فرحته ...تعال وكلِّمني أنا..))

-((حسناً ..دلَّني على الشبابِ الذين أطلقوا الرصاص أيها الحاج..))

-((تباً لهم من شباب ..إنهم عصبة سكارى أتوا وأفسدوا علينا فرحتنا وأقلقوا راحتنا وهم ليسوا من حارتنا..)).

-((لابُدَّ وأنكم تتستَّرون عليهم ...ولكن أنا أعرف كيف أخرجهم من أوكارهم..سآخذ معي هذا الشاب رهينة..فإن أردتم ألا يقضي ليلة زفافه عندنا مُروا الشباب أن يسلموا أنفسهم....يا رجال ألقوا القبض على هذا الشاب وضعوه في السيارة..))

أمسك عنصران من الشرطة بجهاد العريس وحملاه إلى السيارة التي سارت نحو المخفر ...وراح الرجلان يشتمان ويصرخان ..والنسوة تولول وتندب ..وغشي على العروس(سندريلا )عندما سمعت الخبر...وتمَّ التعتير
---------------------------------------
عذراً على الإطالة ولكنها زوَّادةٌ للأيام القادمة ...فإنني سأتغيب عن منتداكم قرابة شهر ونصف.....

تقبلوا سلاماتي المتسكع حنظله
"بخاطركن"
13-5-2007    23:28
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حنظلة القاري

عضو مميز
عضو مميز





تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 14-5-2007 الساعة 22:18 من قبل: حنظلة القاري
13-5-2007    23:31
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
خير انشالله

عضو مميز
عضو مميز


السلام عليكم

تحياتي للجميع..

سأقرأ القصة ريثما تأتي العطل إنشاء الله..

أما أنت.. فأين تذهب وقد بدأ "التعزيل"..



لا تــــرنو بناظريك إلى الجبل........ يغويك شيطانه "يا فتى أقبل"

فيه كــــــل مــــا ترى أجمل........ فيه تنسى التعتُّر و التحنْـظل



شكراً لكم ولرحابة صدركم..

----------------------------------
انشالله خير.....


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 14-5-2007 الساعة 01:48 من قبل: خير انشالله
14-5-2007    01:38
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابن البيادر

عضو مميز
عضو مميز


التعتير يجعلك بطلاً.....

من قصيدة للشاعر الكبير يحيى السماوي:

لست جبانا ـً ما دمت أمتلك الشجاعةَ

لأعيش حياة ً

ليست جديرة ً بأنْ تُعاش

22-5-2007    07:23
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حنظلة القاري

عضو مميز
عضو مميز
اختفاء شخص....؟؟؟؟!!!((مهداة إلى المقامة القارية والصديق يعرب))

تحتَ هذا العنوان جاءت إلى صندوق شكاوى حنظلة المتسكع رسالة أنقلها لكم بالحرف,كما وردت في الظرف.....:

((العوافي أخي حنظله...يامن درستَ فنون البهدلة.. وتبحّرتَ في هذي المسألة ,بلّغ سلامي أخي المتسكع.. إلى كلِّ روّاد الموقع..وانقل لهم رسالتي ..مع خالص محبتي ..ثم بلِّغهم شكواي وبلوتي ..ولا شكوى إلا لله ..جلَّ في علاه:

أنا يا صديقي المتسكع شابٌّ من الشباب ..الذين ضاقت عليهم الأسباب.. وسُدَّتْ بوجوههم الأبواب.. بين الأهل الأحباب.. فلم أجد بُدّاً من الإغتراب ,

فشددتُ رحالي ..وحمّلتُ أحمالي إلى بلاد الواق واق وجزيرة الذهب الأسود...وتغرَّبتُ في تلك البلاد غربةً لوَّعتِ الفؤاد بعد أن لاقيت ما لاقى السندباد.. من ظُلم ٍواستعباد..وضيم ٍواستبداد,

فمكثتُ بضع سنينٍ ..جمعت فيها قرشين..وعزمتُ بعدَ أن لوّعني الحنين.. أن أعودَ إلى البلد ..الملاذ والسند ...لكي أستقرَّ.. وعيني تقرُّ بأسرةٍ وولد..وكلّي أملٌ وتفاؤلٌ.. بمستقبلٍ سعيد وعيش ٍ رغيد...وكانَ ما كانَ...واستقبلني الأهلُ والجيران ِ..بالقُبل ِوالأحضان..

وجلستُ برهةً من الزمان...أفكّرُ من أين سأبدأ ..حتى أشارت عليَّ أمي -معقدُ همّي- بخير مبدأ فقالت:((جيب ِالعروس ..قبلَ أن تطيرَ الفلوس))

مازالتَ تأجِّجُ فيَّ الناموس..وبعد تفكير ٍطويل.. وصلتُ به النهار مع الليل..قلتُ أنَّ ابنةَ عمي ..دمها من دمِّي ..ولحمها من لحمي وأعرفها وتعرفني ...ولن تشرط عليَّ أو تُفر ِط ..

فجئتُ عمّي وطلبتها منه..فقالَ لي جملة تسطَّرُ بماء الذهب وتُحفَرُ على الخشبْ:((ياعمي نحنُ طالبين السترة..احميلْ وامشي ))فقرأنا الفاتحة ..داعين المباركة والخطوات الواضحة السالكة..ثمَّ اشرأبَّتْ زوجة عمي بعدَ أن أطلقتْ زغرودة صرعت الحارة...وأقلقت خاطرَ الجارة..وقالت:((لتكن غداً التلبيسة))..فابتسمتُ في وجهها ورضيتْ..وخاطري يقول:((ما علينا..علينا وعلينا))تابعتْ امرأة عمي:((وبطريقنا نُحضرُ الحلوى للضيفان))أردفتْ:((وبطريقنا نوصي على الفستان...سوفَ نجعلها ليلةً من ليالي الزمان)).لم تدع لي المجالَ للتعبير ولا حتى للتفكيرمتابعةً:((وبطريقنا نوصي على أفخم ِوجبة..مائدةً للخطبة..وأشتري طقماً لي.. وشاروخاً للصغير علي..ونحجزُ عند الكوافيرة...ونعزم نساءَ حارتنا الصغيرة والكبيرة.. والطويلة والقصيرة حتى يرينَ ابنتي الأميرة..وتطقُّ عيونهن حسداً وغيرة..نعم نريدها حفلةً كبيرة ..فيها طبلةٌ وزمَّيرة))وما زالت تُعَدّدُ وتفنِّد حتى ظننتُها ستصلُّ إلى دينهمُ المتراكمُ عندَ السّمّانْ..

..وأنا أهزُّ برأسي مثلَ السكران.. وقد عقد على قفاي ألفُ شيطان ٍوشيطانْ.. وأحسست أنَّ كلَّ ملوك الجان.. ستركبني في لحظة من الزمان.. فأُخْرجَ الخميرة والفطيرة,لكنَّ غمزة أمي الخبيرة.. أعادت لفؤادي نورَ الرحمان ووجدتُ أنه لامناص من كسرالمطمورة والدوس على خواطري المكسورة...

ولما أقبلَ الصباح اشتعلتُ مثلَ فتيل ِالمصباح وهببتُ هبوب الرياح إلى الصائغ...أشكو لهُ الحال وقلة المال..ولستُ أبالغ..ورجوتُهُ ألا يرينا إلا القطع الرخيصة والصغيرة والخفيفة والفقيرة...

ثمّ عدتُ إليهِ بموكب ٍمن النساء -أمها وأمي ..وأخواتها بناتِ عمي..وأم حمدي الجارة.. وجدتها الختيارة.. تلكَ العجوز الثرثارة,وبعدَ أن قضي الأمر الذي اتفقتُ عليه والصائغ...بَرَدَ دمِّي وانقشع ضباب همي بيدَ أني رأيت وجوه النساء مكفهرَّة تعشَّقتها الغبرة وفارقتها المسرَّة...

وفوجئتُ بأمِّ حمدي الجارة.. وبكل جقارة.. ترفع قطعة ذهب ٍمن الواجهة.. وتلقيها على الميزانِ ..فتطبشَ الكفَّة لتطيش على مرأى العيان ..ويطيش معها عقلي المسطول.. بعد أن سمعتُها تقولْ:(("بكسرالهاءِ ما بترجع"..حلَّ كيسكَ وادفعْ))برزقتْ عيوني.. وتحمحمَ جنوني وأوشكتُ أن أمسكَ بعنقها فأخنقها بكلتا يدي وأريح
العالمين من فتنها وديتها عليَّ سبعينَ بعير أعقرُها وأفكَّ بها ضيقَ كلّ فقير ..إذا ماجاءني البشير.. بأنه قد قضتْ نحبها والتحقت بنار السعير.. وبئس المصير...وكدتُ أفعلُ الفعل الأرعن ..وأنا لنفثاتِ شياطيني مذعنُ ...لولا أني رأيتُ وجوه النساء ابتسمتُ وخدودهنَّ تورَّدت وضحكاتهن تعالتْ وتتالتْ مستظرفاتٍ منظري الكسير..مستحلياتٍ عليَّ سيكولوجية التعتير ..

وسمعتُ الجدة الختيارة تقولُ بضحكة ٍمرتعشةٍ كالطرطارة((إهي..إهي..ياستي اللي بدو يدوءِ الدّحّ...ما بدّو يئولْ أحّ.ح.ح.ح))........يُتبَعْ
----------------------------------------------
عودة إلى صومعة الجبل-بعد فاصلٍ من الهزل.....

((لالي..لالي..لالي..أنا قاري أه يا نيّالي))


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 23-5-2007 الساعة 02:09 من قبل: حنظلة القاري
23-5-2007    01:44
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
إيفان العطا

عضو مميز
عضو مميز


لك حنظلة عملنا شي صورة لافاق علمية من شان نجيب العالم لعنا منو كمان منضارب على أبو المجد بحكايات ستي وجدي

----------------------------------
كل قلوب الناس جنسيتي ..............................................
24-5-2007    23:41
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابو المجد

عضو مميز
عضو مميز
صاروا زاويتين

على ما يبدو أن الأخ إيفان وبسبب مشاغله لا يعلم بأن هناك زاوية أخرى لي غير جدي و ستي إنها العمر والزمن هذه الزاوية تتحدث عن أحدث ما وصل إليه علم التعتير وقد ذكرت فيها صديقي حنظلة وأصدقائي المعترين ألست واحد منهم لذا أنصحك بقراءة زاوية العمر والزمن وأتمنى أن تضع تعليقك عليها .
أما بالنسبة لحنظلة قد يكون حول كمبيوتره إلى سطل زريعة فهذا هو موسمها قبل أن تأتيه فاتورة الأنترنيت الثانية .


----------------------------------
كن جميلاً ... ترى الوجود جميلاً


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 25-5-2007 الساعة 17:57 من قبل: ابو المجد
25-5-2007    17:56
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
جميع الأوقات بتوقيت قارة | الوقت الآن:   الاثنين   18/8/2025   19:37 لكتابة موضوع جديد   
عدد الصفحات=8:    1 2 3 4 5 »

منتدى الحوار  >>  منتدى الحوار العام





حقوق النسخ محفوظة لموقع قارة دوت كوم
أفضل مشاهدة للموقع باستخدام متصفح إنترنت إكسبلورر 5.5 وما بعده ودقة شاشة 800 * 600 بيكسل