حسن البريدي
مشرف
|
القصة الثالثة : مرتــع فوق أشجار الحــــور
أراد العناصر الستة أن ينعزلوا عن محيطهم ويتناولوا مشروبهم المفضل ( المتة ) وما شابه في مكان مرتفع عن الناس ..ولم تكن أحلامهم بالقدر الذي يستهجنه بعض العامة من الناس والمحيطين بهم.. قليلة .. لطالما كانوا عازمين على ذلك..
لم يتخيــل الحجي / رحمه الله . والد أحدهم عندما قام بزراعة مجموعة من أشجار الحور أمام شرفة منزله المطل على حديقة تابعة للمنزل وتحوي على أكبر شجرة توت في القريــة آنذاك ... لم يكن يعتقد يوماً أن أربعة من هذه الأشجار ستكبر وتطول كثيراً وتتعدى الشرفة لا وبل سقف الطابق الثاني .. وأنها ستعانق هذه الشرفة ( الروشن ) إلى عدة أمتار منها..
ولكن ذلك حصل .. لكنه لم يفكر يوماً .. أن تصبح هذه الأشجار مرتعاً لهؤلاء ومنزلاً للستة ولحريتهم السابعة..
فلا أحد يعرف كيف رُبط سريــر معدني كبير من جهاته الأربع مع شجرات أربع منها في ساقها من الأعلى.. هذه الأشجار ( الحور ) التي تتميز بطولها وصلابتها وشموخها .. إلى ما بعد سطح المنزل المكون من طابقين مرتفعين نسبياً .. وامتد إليه درج خشبي قديم.. من الشرفة ( الروشن ) لعملية الصعود السريعة .. إلى هذا المقر .. والذي أخذ العناصر هناك أغلب حاجاتهم إليه وأهمها .. ولا يخلوا الموضوع من الصعود بشكله الآخر وهو من أسفل الأشجار وحتى القمة.
لقد أصبح المقر الجديد أسطورة بل قصة تُحكى ويمضي من يرويها دون هوادة حتى يرى السامع الحدث بأم عينيه فتصيبه الدهشة .. والجمود..
أضحى السرير المعلق بين هذه الأشجار يمثل المكان المفضل لديهم .. حيث النسمات الربيعية الرائعة والحركات المتنوعة التي تصنعها الأشجار كلما التوت واهتزت .. وهو المكان الأمثل لهم للبحث والتنقيب عن أفكارٍ وحركات جديدة .. أشغلت عقولهم منذ زمن.. والمؤجل منها بدأ يخرج إلى حيز الوجود..
وأما الحجة المسكينة / رحمها الله .. فكان قلبها يتلاطم مع موجات الخوف والهلع كلما رأت أحدهم يصعد إلى القمة وهو يحمل ( عدة المتة .. الإفطار .. الغداء .. وحتى عشاء السهرة ،، أو أغراض أخرى ..)
وبعد ذلك أصبح الأمر عادياً وأصبحت تقول لأحد أفراد الشلة عندما يعود متأخراً ليلحق العناصر بمقره .. ( هم هناك فوق الأشجار .. توكل على الله )
وبقي هذا المكان ملاذاً للعناصر فترة ليست بالقليلة .. حتى شاءت الظروف أن يلغى .. وتنتهي القصة..
----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
|
19-3-2004
22:37
|
|
أحدهم
عضو مميز
|
شو أحدهم ما أحدهم ؟ والله أنا ما دخلني 
الله يعطيك العافية أخ حسن على هالقصص المشوقة
|
19-3-2004
22:45
|
|
مسعود حمود
عضو مميز
|
هوليود ..
تحياتي ابو حسان ..
لو كان في قارة حارة متل هوليود تبع امريكا ،
ولو كان في قارة جوائز أوسكار متل الأوسكار تبع أمريكا ،
فأنا متأكد إنك كنت بتربح جائزة الأوسكار عن أجمل قصة ...
..................................................................
           
..................................................................
----------------------------------
مدونتي
|
20-3-2004
00:54
|
|
حسن البريدي
مشرف
|
ليست مجرد ذكــرى ..
إنها النهايـــة ..
لما كان قدر معظم الرجال – في وقتٍ ما - هو الزواج والستر والانكفاء لمتابعة مسيرة الحياة ؛ ولكن بشكلها الطبيعي في ظل أسرة وزوجة وأولاد ومسؤولية، وإلغاء الفواصل اللامتناهية من الحرية الشخصية والعنجهية الشبابية (الخيرة) المنطلقة نحو فضاءات العجب ..
ولما أصبحت قصص وحكايات ( الشباب الستة ) مثلاً يُضرب كلما دعت الحاجة.. فيستفيد منها الراوي في سرده ويُدعم حديثه ..
ولما أراد الأهل ( أهل الشباب الستة ) أن – يُضبضِبوا – أولادهم بعد أن ناهز بعضهم أكثر من ربع قرن .. وآخرها 15 سنة في أفعال وأعمال شغلت الصغير والكبير .. وعرفها القاصي والداني..
كان لا بـــد من الزواج .؛. لقد تزوج خمسة منهم الواحد يتلوه الآخر ولم يكن الأمر يخلو من أعمال الشغب واقتطاع جزء ليس ببسيط من مساحة الحرية المعهودة والمتأصلة في وجدانهم أبداً ..
ففي عُرس أحدهم.. وابتهاجاً بالعريس.. ما كان من ثلاثة منهم إلا أن صعدوا على أكتاف بعضهم البعض دون سلالم أو مساعدات أو ماشابه.. فأصبحوا رجلاً واحداً له قدمان وستة أيادي وثلاثة رؤوس وستة عيون وثلاثة أنوف .. الــخ.. وما عاد المحتفلين وحاضري العرس يستعجبون أو يستهجنون الأمر إذا ما عرفوا بأنهم – هم – من الستة وسابعهم التفرد بالحرية..
لقد مرت الأيام والأشهر .. وتوالت السنون .. وشيئاً فشيئاً كانت ثورتهم تنهار مع حملهم للمسؤولية .. وانخراطهم في صفوف الرجال الذين لهم أسرة ومنزل ..ووو..
لكن هدأت العاصفة أخيراً... عندما غيّب المــوت اثنان منهم وهما في ربيع العمر – شقيقين – وفي فترة وجيزة أيضاً – خلال أيام فقط..
هناك حيث لف الحزن والمقت الضيعة بأسرها عند رحيلهما بحادثين أليمين .. أودا بحياتهما .. وشاء الله تعالى .. ورسم القدر أن يكونا حادثين منفصلين .. ليس بين الواحد والآخر سوى يوم واحد..
فبينما كان أحدهم يسافر إلى العاصمة لأداء بعض الأعمال .. وإذا بسيارته تنعطف وتهوي على جانب الطريق في حفرة كبيرة .. ليودع بعدها وهو غائب تماماً عن الوعي في العناية الفائقــة في أحد المستشفيات .. ولم يفارق الحياة مباشرةً .. بل كان القدر أسرع من ذلك في اختطاف شقيقه ( أحد الستة ) الذي ذهب فور علمه بالحادث إلى المستشفى ليرى أخاه .. وعند باب المستشفى دعمته سيارة مسرعة وألقته أرضاً وقد زهقت روحه مباشرةً .. وهو بلا حراك. وأُدخل المستشفى نفسه .. هي ذاتها التي جاء إليها ليرى ما أصاب شقيقه .. ولكن محملاً على عربة الموتى..
وما هي إلا أيام قليلة حتى وافى الأجل الآخر.. إثر الكدمات والنزيف الحاد الذي لحق برأسه في الحادث .. وفارق الحيـــاة..
إنها مأساة حقيقية.. رغم أن الموت حق.. لكن الطريقة كانت مختلفة جداً عن المألوف ( اللهم لا نسألك رد القضاء لكن نسألك اللطف فيه ) والقصة أكبر من أن يسعفني تعبيري عن الوصف..
وأذكر أحد الأربعة الباقيين على قيد الحياة حتى الآن.. وهو ممن يعز المرحومين الاثنين كثيراً .. وفي المقبرة آنذاك .. حين الوداع الأخيـــر .. ( منذ حوالي 20 عاماً ) كان ينادي المرحوم ( أين ذهبت يا .. .. وقد تركت لي كل هذه الأسرار ) .. لكنها مشيئة الله سبحانه والتي ليس بعدها مشيئة.
والآن وقد أصاب ( الشلة ) الجمود والشلل .. وخاصة بعد هذه الصفعة الكبيرة .. بفقد الأخين العضوين المرحومين .. كان الأمر فاصلاً جوهرياً وفقرة كبيرة جداً في حياة الأربعة الآخرين .. وليست فقط مجرد ذكرى وقــــدر..
حسن.
----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 13-1-2007 الساعة 23:13 من قبل: حسن البريدي
|
26-3-2004
23:06
|
|
عامر هاني الحجي
عضو مميز
|
مع حبي لصديق المنتدى
ســـــــــــلام
يا حسن كلامك حلو ومؤثــــــــــــــــــــــــــر كتير كتير ...........
ذكرتني بتلك الواقعة وكأنها بالأمس فقد كان لهذه الواقعة الأثر الكبير في نفوس أهل القرية وخاصة لمن يعرفون هذين الأخوين رحمهم الله
في ذلك الوقت كنت صغيرا جدا حتى انني تفاجئت عندها عندما عرفت أن المــوت يأ خذ الشباب أيضا وتأثرت كثيرا بفراقهم رغم صغر سنّي
انّا لله واناّاليه لراجعون
مشكور أخي حسن على حُسـن اختيارك لكل المواضيع
أبو هــاني
|
27-3-2004
22:39
|
|
حسن البريدي
مشرف
|
رمضــان في الماضــي .!.
سلام الله ورحمته وبركاته على جميع الأحبــة ..
ولمن مضى على عمره .. عمر .. ما فوق الأربعيــن .. هل تذكر كيف كان رمضان قديماً .؟. ولمن لديه معلومات عن قبل 80 أو 70 سنة .. هلا أتحفتنا بالبعض منها .؟.
في قارة أو في المدينة أو حسب العادات المتوارثــة حتى حيــن .؟.
أرجو التواصــل ..
----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
|
24-10-2004
23:43
|
|
عبدو
|
أنا لست من أصحاب الخمسين عاماً ولكن بالأمس عندما كنا في عزيمة على الفطور تكلم من هم في سن الخمسين عاما عن رمضان قبل 30 عام
والمختصر المفيد من حديثهم أن عدد الذين كانوا يصومون وقتها لم يكن كبيرا ً وكان من الطبيعي أن تجد الناس تفطر وتجاهر بالإفطار في الشارع
وأنا الأن لست مسؤولا عن صحة هذه المعلومات ولكن هذا ما أكده الجميع ممن تجاوز الخمسين من العمر
|
25-10-2004
01:45
|
|
بدر الليل
عضو مميز
|
السلام عليكم
لفت نظري في الصفحة الأولى من هذا(الموضوع الحسني البريدي)
الشيق ، (ذكر الشيخ عبد القادر القصاب رحمه الله) بلمحة بسيطة عن
رأيه بشرب المتة..
اعتقد بأن الشيخ كان من العوامل المهمة التي يسرها الله عز وجل لدحر
ظلمات الجهل في منطقتنا..
فبعد عودته (جهبَذاً) من (الأزهر) ، لم يجذبه بريق الشهرة في المدن
وفضل البقاء بين أهل بلده ومنطقته ، فكان يتنقل بين بلداتها ،يقضي
بكل منها أياماً معدودة ، معلماً للخير ، من (قارة) وحتى (حوش عرب)
وكان البعض من شباب الضيعة ،وكبارها يذهب اليه في بلده ،على
الدواب أو مشياً على الأقدام.
ومما يروى عند قدومه مرة لقارة ،أنه دعا لنزول الغيث،وانهمر الماء
وتشكل سيل عارم ، واتجه نحو الضيعة ، وما أدراك ما كان سيحدث
لولا لطف الله ، حيث انفلق السيل إلى فرعين ، ونجت البلدة..
ويروى أن أحد أهالي قارة ،رأى الشيخ القصاب ليلتها بالمنام ، يقف
في موقع انفلاق السيل ،حاملاً عصاه...(والله أعلم)
ولكم خالص ودي
....
|
25-10-2004
04:11
|
|
بدر الليل
عضو مميز
|
...الجَعيلة...(1)
..لعل من نعمة الله على جيلنا ، أن أدركنا وبشكل عملي مراحل الوصول
لرغيف خبز ساخن زكي الرائحة ، أما أطفالنا فلا يعرفون من ذلك إلا الذهاب
للفرن ،والوقوف بالدور ، وأخذ ربطة الخبز مغلفة بكيس من النايلون الشفاف.
الفرق كبير بين الجيلين ، واهم نتائجه هي طريقة التعامل مع "النعمة"..
نعم ..هذه الكلمة التي ما تنفك جداتنا وأمهاتنا قولها لنا : (ديرو بالكن ما
تهرهرو النعمة على الارض..شيلها من علأرض وبوسها وكلها ..هاي نعمة
يستي ...الله يرض عليك..)، وبقيت هذه الوصايا معنا في حياتنا ،كنا نتأثر
كثيراً من رؤية الخبز يهان ..بأن يرمى على الأرصفة ، أو يستعمل لمسح
الفم والأيدي ثم يلقى على الطاولة، وأذكر في الأيام الخوالي عندما كانت
نصائح جدتي ما زالت تؤثر في ،وتعطيني بعض الشجاعة في الذود عن الخبز
مرة في غداء جماعي ..وبعد الانتهاء من الأكل ،جعل الجالس أمامي ،وهو
ذو شهادة علمية مرموقة،يمسح أصابعه وفمه بالخبز وكأنه محارم ورقية
ويرميها ببرود أمامه على الطاولة ، وقلت له أرجو أن لاتنزعج من كلامي
وكررت أمامه توصيات جدتي ، احتقن وجهه ، وتلبد قليلاً ، ولم يعلق ..
ولكن ومن فضل الله لم أره بعد ذلك يكرر هذا المشهد على مدى ثلاثة
أشهر من الدورة ...
....وسأتذكر في المشاركة القادمة رحلتنا في الطريق إلى رغيف الخبز..
أخوكم...
|
2-11-2004
12:06
|
|
محمد حمود
مشرف
|
ونحن بانتظار تلك الرحلة بشوق
|
2-11-2004
17:36
|
|
بدر الليل
عضو مميز
|
الجَعيلة 2
....لَقْطَة...
....وضع جدي حوالي ثلث مد قمح في حرجه ، وبدأ ينثرها في جنبات
الأرض التي هيأها لذلك..
تقافزت حبات القمح الصفراء الذهبية من بين أصابعه فرحات جَذلات
فهاهن يرجعن الى موطنهن الحبيب ، بعدَ حَبْسٍ طال في كيس..
قالت إحداهن : سألد سنبلة ، قالت ثانية : سألد أربعة ، وقالت واحدة:
سألد سبع سنابل بإذن ربي..سبحانه..
اصطدمت حبتان ببعضهما ، صرخت الأولى : على مهلك ، يبعتلك فاره
تقرضك . ردت الثانية : أنت يبعتلك نملة تشحطك..
ابتسمت الأرض وهي تضمهن جميعاً ، لتحميهن من البر د والمطروالثلوج
..بانتظار أن يذوب الثلج ويبين المرج ..
...وإلى لقطات أخرى من الرحلة..
تقبل الله صيامكم
....
|
3-11-2004
04:54
|
|
بدر الليل
عضو مميز
|
السنابل..
...وترسم الأرض لوحاتها الخضراء البديعة ، و تهيج السنابل رافعة قاماتها
متمايلة مع نسيمات الربيع ، إلا أن هبوب رياح قوية خاصة بعد سقاية الحقل
كان يؤدي إلى بؤر من السنابل النائمة المتشابكة ،وتبقى هكذا ليوم الحصاد.
ويتفاخر الفلاحون بقمحهم ،ففلان زرعاته للكتاف ،وفلان زرعاته بيخبو الزلمه.
ونحن كأطفال كان يحلو لنا اللعب بين المعنيات او التربيعات القمحية ،فنلعب
الطميمة و عسكر وحرامية ، ولا يمكن وصف روعة تلك المشاهد والأيام..
و قبل نضج القمح بشكل كامل ،كان يحلو لنا أكله بعد شويه الخفيف على
نار الحطب فنتحلق حولها نتدفأ من برد النسمات المسائية ،وكنا نفرك السنابل
المشوية بأيدينا ونستخرج حبات القمح اللذيذة وكنا نسمي هذه الأكلة (فريك).
وتصفر السنابل رويداً رويداً ، بانتظار مرحلة أو مخاضٍ آخر من حياتها ،مذكرةً
إيانا بسنة الحياة ودوران عجلتها...
..وإلى لقاء ..
|
4-11-2004
02:22
|
|
بدر الليل
عضو مميز
|
...لوحات...
يمكن لكم أن تتخيلوا ما شئتم من ذكريات وقصص ومواقف مع هذه اللوحات:
..الحصيدة ...الدراس...التدراي...
عدول القمح من الجبل...تصويل القمح على النهر (المخصص لذلك)
جعايل قارة : الحارة الفوقى ...الحارة التحتى ...جعيلة ملكة..
الدور على الجعايل...نقل القمح المسلوق..بالطناجر على الرؤوس
او بالعدول بعد تصفيته قليلاً على بُسْط كبيرة..وتحملها الشباب والرجال
الأقوياء إلى الأسطح..
جرش القمح ..الطواحين الحجرية في البيوت تدورها نساء الحارات بالسهرات
..المجارش الخشبية التي تدور بأيدي شباب متينين..(الأجرة ..برغل..)
أخذ القمح للطحن (..إلى لبنان..دير عطية ..طاحونة أبو عسكر بالنبك..طاحونة
النار بقارة..)..نقله غالباً على الدواب
توزيع البرغل (فرزه)..تعبئته ..وحفظه في بيوت المونة..
حفلة العجين ..وكمره..وخبزه ...على التنور ..على الصاج ..
وحفظ الخبز ..في خزانة من خشب( لها اسم غاب عن ذهني)
...كانت رحلة شاقة ..جميلة..تتفاعل فيها بركات السماء ..مع جهد وعرق
الأرض..
واسمحوا لي يا سادة يا كرام أن أختم بهذا المشهد..
لكن ..عفواً ..دخل وقت السحور ..واستيقظ أهل الدار ، وهربت الأفكار
..نلتقي إن شاء الله..
...
|
5-11-2004
03:19
|
|
محمد حسين الشيخ
عضو مميز
|
السلام عليكم
متعك الله بجنات النعيم أيها البدر المنير
والله أنكأمتعتني بسرد هذا العبق الجميل من الماضي فذهبت بي بعيداً الى عين القطنة لأرى المرحوم والدي وهو يحصد بيديه القويتين السنابل الذهبية بكل حنية وكأنه يقول لها لقد عدت من الغربة لأجلك واصطحبتني معك الى بيادر الطيبة لأرى أعمامي وهم يتساعدون على دراسة القمح وهم ملثمين بشماخاتهم الحمراء ولتعود بي الى أدراج الضيعة القديمة لنذهب الى مالكي الجعايل لنرى ألائك الأشخاص الذين تاقت النفس لرئياهم و أنشاء الله يجمعنا الله بهم يوم القيامة تحت ظله وهم يحجزون أدوارهم للجعيلة
ودهبت بي الى بيوت عماتي وأعمامي لأجالسهم جلسات الجعيلة التي لن أنساها أبدا والله لن أنسى لك ما فعلت يال أخي بالله بارك الله قدرتك على سرد الأحداث
وارجو منك المزيد
للجميع تحياتي
|
5-11-2004
03:59
|
|
بدر الليل
عضو مميز
|
...الجعيلة..
(الحلقة الأخيرة)
...كان من لوازم الرحلة لرغيف الخبز " تهيئة أسطح البيوت " ، فبعد سلق
القمح ، لابد أن ينشر في الهواء الطلق حتى يجف تماماً ..
ينظف السطح ويرمم بالطين و القش ، وأحياناً يبيض بالحوار ...ويمنع الصغار
من الاقتراب والتجول (كانت أمور النظافة والطهارة لا تهاود فيها)...
لو اطلعت على منظر عام لسطوح المنازل تلك الأيام لانشرح صدرك، وانسر
نظرك ، مربعات صفراء فاقعة اللون ، مع بعض الدوائر الشقراء لمربى المشمش
وتطلع ربات البيوت بعد العصر لتمشط (تحرك) القمح المفرود ، وتطمئن على
سلامته ونظافته...
وكانت تترك فتحة صغيرة في وسط سقف الغرفة ، تغطى أحياناً بلوح زجاجي
صغير، وعند جفاف القمح تفرغ الغرفة وتشطف ، و يبدأ تنزيل القمح من فوهة
السقف إليها .
أما أسطح منازلنا في هذه الأيام فلم يعد لها هذه الهيبة والمكانة ،وصارت
أمكنة للكراكيب والأنابيب المصدية ...والصحون اللاقطة (لما هَبَّ و دَبَّ )..
ليس قصدي مقارنة القديم والحديث محاسناً ومساوئاً...
إنما تذكر بعض الشؤون ..و..الشجون ..من عبق الماضي
...وبارك الله صيامكم..
...أخوكم ...
|
6-11-2004
13:33
|
|
حسن البريدي
مشرف
|
عبقـــة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تحياتــي للجميع ..
في الحقيقة لا أحد يستطيع التخلــي عن ماضيه وماضي أجداده .. والفولوكلور .. أصلاً يشكل فينا نحن العرب جزء لا يتجزأ من حياتنا .. رغم أنه يحتاج لبعض الترميــم ..
اشتقت للعبق .. فأحببت أن ألقي بعض الترحاب ..
أيام جميلة عاشها الآباء والأجداد.. كلها حب واحترام وتقديــر وترابــط وتواصــل ..
لقد كان الخيــر عاماً .. لا ينقطع لصفاء القلوب والصدق واحترام المواعيــد والمواثيق ( رغم عدم وجود هواتف ترسل وسائط متعددة وترى فيها صورة المتحدث ) .. وقوة الإيمان الذي في قلوبهم .. لذا كان الإنسان في تلك الآيام إذا دعا الله أتاه من خيره العميم لصدق نيته معه جلت قدرته..
كانت حياته بسيطة .. يعملون بالنهار حتى غروب الشمس .. ثم يقومون ليلاً للسمر.. الرجال مع الرجال .. والنساء مع النساء .. ولا يقضون الليـل كله في السهر.. بل كان يستغرق ذلك وقتاً بسيطاً حتى لا تذهب عليه صلاة الفجر أو يتأخروا عن عملهم سواء في البحــر أو في الزراعة.. يتعاونون مع بعضهم بعضاً .. يتقاسمون اللقمــة فيما بينهم.. فساد الحب وكثر الخيــر على البيادر وفي الحقول ..
كانوا يتمتعون بصحة وعافيـة .. للرجل دور في الحياة .. وللمرأة هي الأخرى دورها يد بيــد .. فعاشوا في سلام وأمان..
ما أحلاها ,.. كانت من حياة..
على الخيــر نلتقي..
----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 26-2-2007 الساعة 23:12 من قبل: حسن البريدي
|
3-1-2005
23:16
|
|
حسن البريدي
مشرف
|
أيام زمــان..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحيي الأخوة جميعاً .. ومع إشراقةٍ جديدة للموقع .. نعود لنشم عبيــر الماضي .. وذكراه الخالدة أبداً عبر الأزمان .. المحفورة في الوجدان..
يحضرنــي في هذا اللحظة .. ما كان يتناوله الأجداد .. ويقتاتوه من أنواع الطعام الطبيعــي .. والآكلات الشعبية اللذيذة ..وطريقة صنعها .. وأوقات تناولها.. والأساليب التي كانت تشغل بالهم وحالهم لتأمينهــا .. وخاصةً خلال فصل الصيف وتخزينها بمختلف السُبل لفصل الشتاء ..
زراعة القمح والشعيــر .. والحمص .. والبطاطا.. والذرة ..وهي من أهم الغلال آنذاك .. ومعالجتها لتكون جاهزة .. كذخيرة غذائية لمختلف ألوان الطعام ..
زراعة العنب .. وتحضير الدبس والعصيــر والزبيب .. والورق ( ورق العنب ) ..
زراعة الرمان .. وتحضيــر دبسه وشرابه .. والاحتفاظ به ..
زراعة التيــن .. وتحويله إلى مربى .. أو تيبيسه ..
الجوز .. اللوز .. والسماق ..
وإذا كنا .. نبدأ يومنا اليوم بقطعة شوكولاتة مع شاي ليبتون .. أو نسكافيه .. فقد كان الفطور الأصلــي .. على وجه المثال : دبس و( صمغة )- شمندور - أو قشطة بلدية .. مع عسل جبلي ..
وإذا كان الغداء الذي يعجبنا اليوم هو - البيتزا - فإن ( جاط ) الصلص بحامض - مع خبز الذرة أو الشعيــر .. هو ما يعجب أكثر ..
وبعد عشاء ممقوت بانوع ( الهمبرغر ) .. اليوم .. تتمنى ( شوطية ) كشك لذيذ مع بصل من عين القطنة ..
ولا تكتمل السهرة وتزهو إلا بتقديم أطباق التسلية من نقوع المشمش .. والزبيب مع الجوز واللوز وبعض ( البلضمينــة ) ..
أيام خوالــي ..
على الخير نلتقــي .
----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 26-3-2006 الساعة 12:26 من قبل: حسن البريدي
|
26-3-2006
00:59
|
|
محمد حمود
مشرف
|
الموقع التالي يحتوي على كتاب عنوانه "طرائف الأمس غرائب اليوم" لمؤلف من النبك اسمه "يوسف موسى خنشت" وقد تم تأليف الكتاب سنة 1935، وهو يقدم وصفاً للحياة في النبك وفي منطقة القلمون في تلك الفترة، حيث يقدم شرحاً عن حياة الفلاحين وطعامهم وملبسهم، فتجدون فيه مثلاً شرح طريقة تحضير الكشك وطريقة تحضير الدبس، وطريقة الحصاد والدراس...
كتاب ممتع جداً أنصح الجميع بقراءته والاستمتاع ب "عبق الماضي"
اضغط هنـــــــــــــــــا
فهرس الكتاب:
الباب الأول: عاصمة جبل القلمون
الباب الثاني: الحياة في القلمون بوجه عام
الباب الثالث: تعليم الأولاد
الباب الرابع: المشايخ والفلاحون
الباب الخامس: التجنيد
الباب السادس: عَصْرِيَّات الفَلاحين
الباب السابع: اَلـْوَلاَئِـم
الباب الثامن: السَّهْرَات
الباب التاسع: الـلباس
الباب العاشر: فـلاحتهم & زراعتهـم
الباب الحادي: عشر صُنْع البرْغُل
الباب الثاني عشر: السَّـطَاح
الباب الثالث عشر: الخطبة و الزواج1
الخطبة و الزواج2 الخطبة و الزواج3
الباب الرابع عشر: الـوِلاَدَة
الباب الخامس عشر: التِّعليلة أو اللَّيلة الرَّاقصة
الباب السادس عشر: الدبكة
الباب السابع عشر: أعْيَـاْدُهُم
الباب الثامن عشر المَأتَم
الباب التاسع عشر الأهَازيج و الأغاني
مثال: الباب الخاص بطريقة صنع الدبس:
اضغط هنــــــــــا
.
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 30-3-2006 الساعة 00:25 من قبل: محمد حمود
|
30-3-2006
00:22
|
|
أبو خالد
عضو مميز
|
دخيل الي خلقك يا أبو ليان عا هالمواضيع الحلوة الي بتجبلنا اياه عطول
ذكرتني بالكرم والشطاح وحرء الشنان وهبهبة ايدينا بالإلو ...
ذكرتني بالمعصرة وعنفصة البغل وهبال الدبس والعصفور ...
ذكرتني بالخابية وعود التين فيها والدبس الضارب ....
ذكرتني بريحة قارة الي اشتءتلها كتيييييييييير
       
----------------------------------
إلهي إن كان هذا حلمك على من طغى و قال أنا ربكم الأعلى ! ............................................. فكيف حلمك على من سجد لك و قال سبحان ربي الأعلى ؟ ................................................... أبو خالد
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 30-3-2006 الساعة 08:53 من قبل: عفطنيس.
|
30-3-2006
08:50
|
|
حسن البريدي
مشرف
|
أيام خوالــي .؛..
سلامات للجميع..
لا يستطيع أحد .. التخلــي عن ماضيه .. وليس بوسعنا إلا أن نشتاق لعبق الأجداد..
سمعت عن أيام الأجداد عندما كانوا يتعاونون ويتكاتفون عندما يكون ( عرس ) أو زواج لأحد أبناء الضيعــة .. وكيف أن العرس كان يدوم عدة أيام .. ويتشارك الأصدقاء والشباب في جمع الحطب .. وعمل جميع الترتيبات اللازمة لذلك..
هــل من أحد من الأعضاء .. يذكرها ببعض التفصيل عن هذا التراث .. ويرسم لنا الصورة ... حتى نتمتع بها..
.!!.؟..
بالانتظار..
----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
|
10-5-2006
23:56
|
|
أحمد زين الدين
عضو مميز
|
حكاية مشرّفه من تاريخ قاره
خلال عملي في الجمعيه الفلاحيه في قاره ، حالفني الحظ بان أطلع على وثيقة قديمه هي عباره عن محضر اجتماع لأجدادنا من ممثلي أهل الضيعه عام 1934
وهذا فحواه :
ـ الحضور : ممثلين عن عائلات قاره أذكر منهم : الحاج أحمد قاسم وطفه ـ شاكر قدور ـ اسماعيل أومحمد اسماعيل الحاجي ـ أحمد محمود زين الدين ـ سعود الغاوي
محمد زكريا وآخرون بلغ عددهم 18 شخص على ما أذكر .
وكان الموضوع : بحث مشكلة أرض المفيض التي تقع شمال شرقي قاره وهي من أخصب الأراضي في قاره
والمشكله هي تعرّض هذه الأراضي للاعتداءات بزراعتها من قبل القرى المجاوره لها /صدد والحفر / مما قد يهدد باستملاكها من قبلهم مستقبلاً بعد تكرار استخدامها ، وبعد أن رأى المجتمعون أنّ السبب يعود إلى إهمال البعض من مالكيها القاريين وعدم زراعتها : قرر الجميع حل هذه الأراضي / أي جعلها ملكيه عامه لأهل قاره جميعاً /ويحق لأي شخص من قاره زراعة أية بقعة فيها .....وكان ذلك
وبذلك لم يعد أي شبر فيها من دون زراعة وبذلك تمت حمايتها من الاعتداءات
ـ تعليق : إنه ليشتهي الحيّ فينا أن يعود به الزمن إلى الوراء 72 عاماً لينعم بمستوى الوعي الاجتماعي هذا وليخلص من حالة الخمول واللامسؤولية وشعار /مادخلني / آفة عصرنا هذا
وعذراً على التعليق ففي القلب حسره
----------------------------------
ليس العاجز مَن يملك عضواً عاجزاً أو أكثر .. إنّما العاجز هو مَن يعجز عن استخدام أعضائه السليمة بالشكل السليم
|
11-5-2006
10:56
|
|
حسن البريدي
مشرف
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أغلب المشاركيــن في هذا المنتدى يا أخــي العزيز أحمد .. يتمنون عودة هذا التعاون .. وفي قارة لن نتطور ونرتقــي .. ونتقدم ,, ونتنظم .. إلا بذلك ..
العوافي...
----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
|
19-5-2006
14:09
|
|
أحمد زين الدين
عضو مميز
|
إخوتـــــــــــــــــــــــــي المشاركين
ليس بالتمني أو العواطف تبنى الأوطان
فما كلّ ما يتمنّى المء يدركه.....
بل بمشيئة الملاّح تجري الريح .................والتيار يغلبه السفين
ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
على الخير نلتقي
----------------------------------
ليس العاجز مَن يملك عضواً عاجزاً أو أكثر .. إنّما العاجز هو مَن يعجز عن استخدام أعضائه السليمة بالشكل السليم
|
19-5-2006
18:28
|
|
حسن البريدي
مشرف
|
عبقــة ..
تحية عطرة للجميع ..
رحل منذ سنوات قليلة .. ولم يسجل التاريخ رحيله ....!!
كان الأب الكبيــر لقارة .. وقد أمده الله سبحانه بعمر يناهــز القــرن ..
كان يدهشني إصراره .. على تدويــن كل واقعة أو حادثــة في دفتر الجيب .. والذي يمثــل اليوم .. تاريخ .. امتزجت بصماته الخالدة .. مع أيامه .. على سطور ذلك الدفتر الصغير .. وما أن تمتلىء الصفحات الجميلة .. بمآثر .. ومناقب .. وأحداث .. حتى يضمه لدفاتــر أخرى ..
هناك في الصفحة : من بنى أول غرفة من الحجر الأحمر الآجــر ..القرميدي في قارة ..
وفي أخرى .. يضع أول من زرع شجر التفاح منذ أكثر من 40 عاماً .. وفي تلك فلان توفاه الله .. بحادثٍ أليم ..
بعد مضي سنوات .. لا تقدر المتعة .. وأنت تتصفح هذه الدفاتــر .. والتي لا أعرف اليوم أين هــي .؟..
وغاب منذ سنوات المؤرخ .. وبقي التاريــخ ..
وهل من سجل رحيله في دفتر جديد.؟..
0
0
0
واليوم أيها الأحبــة .. هل نسمع عن أحد في البلد .. يخطو هذه الخطوات .. أي هل يوجد من يسجل التاريخ .. ويدون الأحداث ..؟...!..
أم أن المعلومات .. ليست أهــل للثقــة .. حتى يتم تسجيلها .. كما في السابق ..
أليس حريٌ بنا اليوم أن نسجل للأبناء والأحفاد .. ما يجري حولنا .. حتى يتعرفوا على تاريخ أجدادهــم ..؟.. أم أننا نحن متحيرون من صحة المعلومات .. ( والطاسة ضايعة ) .؟..
على الخير نلتقي..
----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 11-9-2006 الساعة 01:44 من قبل: حسن البريدي
|
11-9-2006
01:26
|
|
الحزين
عضو مميز
|
ماذا نسجل يا أبو حسان
لو أننا أردنا ان نسجل تاريخنا المعاصر ماذا نسجل ؟؟؟؟؟
1-) هزائم الضمير العربي في مسيرة الصراع العربي الاسرائيلي.
2-) عزوف شباب قارة عن التعليم في القرن الواحد و العشرين.
3-) إنتشار التهريب بكل أنواعه كمهنة رائجة لكسب الرزق بل و عصر المزن من اجل إمطار الرزق الذي لا يأتي إلا عن طريق الجبال و محاربة القانون و الاقتتال مع حرس الحدود ( أبناء البلد أيضاً).
4-) ماذا نخبرهم : عن العداد الكبيرة للقاريين الذين يتيهون في أصقاع الأرض بحثاً عن سراب يدعى العيش الرغيد الهانئ.
5-) عن ماذا نخبرهم يا سيدي عن خيبتنا و تخلفنا و جدالنا الروماني .. عن المحاكم التي اكتظت بقضايا رفعا قاريون على قاريين من أجل الأرض و التراب .
أظنك عرفت سبب عدم تدوين التاريخ الآن من قاريي الوضع الراهن
|
11-9-2006
13:32
|
|